قَالَ أَبُو عبد الله وَقد روى جمَاعَة من الْأَئِمَّة عَن قوم من المجهولين مِنْهُم سُفْيَان الثَّوْريّ وَشعْبَة بن الْحجَّاج وَبَقِيَّة بن الْوَلِيد قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل إِذا حدث بَقِيَّة عَن الْمَشْهُورين فرواياته مَقْبُولَة وَإِذا حدث عَن المجهولين فرواياته غير مَقْبُولَة
قَالَ أَبُو عبد الله قد ذكرت فِي هَذِه الْأَجْنَاس السِّتَّة أَنْوَاع التَّدْلِيس ليتأمله طَالب هَذَا الْعلم فيقيس بِالْأَقَلِّ على الْأَكْثَر وَلم اسْتحْسنَ ذكر أسامي من دلّس من أَئِمَّة الْمُسلمين صِيَانة للْحَدِيث وَرُوَاته غير أَنِّي أدل على جملَة يَهْتَدِي إِلَيْهَا الباحث عَن الْأَئِمَّة الَّذين دلسوا وَالَّذين تورعوا عَن التَّدْلِيس وَهُوَ أَن أهل الْحجاز والحرمين ومصر للعوالي من مَذْهَبهم وَكَذَلِكَ أهل خُرَاسَان وَالْجِبَال وأصبهان وبلاد فَارس وخوزستان وَمَا وَرَاء النَّهر لَا يعلم أحد من أئمتهم دلّس
وَأكْثر الْمُحدثين تدليسا أهل الْكُوفَة وَنَفر يسير من أهل الْبَصْرَة
فَأَما مَدِينَة السَّلَام بَغْدَاد فقد خرج مِنْهَا جمَاعَة من أهل الحَدِيث مثل أبي النَّضر هَاشم بن الْقَاسِم وَأبي نوح عبد الرَّحْمَن بن غَزوَان وَأبي كَامِل مظفر بن مدرك