قَالَ أَبُو عبد الله وَأما مَدِينَة السَّلامَة فَإِنِّي لَا أعلم صحابيا توفّي بهَا إِلَّا أَن جمَاعَة من التَّابِعين وَأَتْبَاع التَّابِعين نزلوها وماتوا بهَا مِنْهُم هِشَام بن عُرْوَة بن الزبير وَمُحَمّد بن إِسْحَاق بن يسَار وشيبان بن عبد الرَّحْمَن النَّحْوِيّ وَلم أستجز إخلاء هَذَا الْموضع من ذكر مَدين السَّلَام وشيبان بن عبد الرَّحْمَن تعصبا لَهَا إِذْ هِيَ مَدِينَة الْعلم وموسم الْعلمَاء والأفاضل عمرها الله
أخبرنَا إِبْرَاهِيم بن عصمَة الْعدْل قَالَ حَدثنَا أبي قَالَ حَدثنَا عَبْدَانِ عبد الله بن عُثْمَان قَالَ حَدثنَا أَبُو حَمْزَة عَن إِبْرَاهِيم الصَّائِغ عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من مَاتَ لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا دخل الْجنَّة
قَالَ أَبُو عبد الله جَابر بن عبد الله من أهل قبَاء مدنِي وَأَبُو الزبير مكي وَإِبْرَاهِيم الصَّائِغ وَأَبُو حَمْزَة وعبدان مروزيون وَشَيخنَا وَأَبوهُ نيسابوريان فعلى الْحَافِظ إِذا أَخذ الحَدِيث أَن يذكر أوطان رُوَاته
وَمن دَقِيق هَذَا الْعلم معرفَة قوم من الْمُحدثين تغربوا عَن أوطانهم إِلَى بِلَاد شاسعة وَطَالَ مكثهم بِهِ فنسبوا إِلَيْهَا وَمِنْهُم الرّبيع بن أنس بَصرِي من التَّابِعين سكن مرو فنسب إِلَيْهَا وَقد ذكره المراوزة فِي تواريخهم وَعِيسَى بن ماهان أَبُو جَعْفَر الرَّازِيّ كُوفِي نزل الرّيّ وَمَات بهَا فنسب إِلَيْهَا ويوسف بن عدي كُوفِي