للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الفصاحة أَعلَى من الِاسْتِمْرَار على ضرب وَاحِد فَلهَذَا وَردت بعض الْآي متماثلة المقاطع وَبَعضهَا غير متماثلة

تَنْبِيهَات مهمة تتَعَلَّق بالسجع أوردهَا صاحبالإتقان (١)

الأول قَالَ أهل البديع أحسن السجع وَنَحْوه مَا تَسَاوَت قرائنه نَحْو {فِي سدر مخضود وطلح منضود وظل مَمْدُود} ويليه مَا طَالَتْ قرينته الثَّانِيَة نَحْو {والنجم إِذا هوى مَا ضل صَاحبكُم وَمَا غوى} أَو الثَّالِثَة نَحْو {خذوه فغلوه ثمَّ الْجَحِيم صلوه ثمَّ فِي سلسلة ذرعها سَبْعُونَ ذِرَاعا فاسلكوه} وَقَالَ ابْن الْأَثِير الْأَحْسَن فِي الثَّانِيَة الْمُسَاوَاة وَإِلَّا فأطول قَلِيلا وَفِي الثَّالِثَة أَن تكون أطول وَقَالَ الخفاجي لَا يجوز أَن تكون الثَّانِيَة أقصر من الأولى

الثَّانِي قَالُوا أحسن السجع مَا كَانَ قَصِيرا لدلالته على قُوَّة المنشىء وَأقله كلمتان نَحْو {يَا أَيهَا المدثر قُم فَأَنْذر} الْآيَات {والمرسلات عرفا} الْآيَات {والذاريات ذَروا} الْآيَات {وَالْعَادِيات ضَبْحًا} والآيات والطويل مَا زَاد عَن الْعشْر وَمَا / بَينهَا متوسط كآيات سُورَة الْقَمَر

الثَّالِث قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ فيكشافة الْقَدِيم لَا تحسن الْمُحَافظَة على الفواصل لمجردها إِلَّا مَعَ بَقَاء الْمعَانِي على سردها على الْمنْهَج الَّذِي يَقْتَضِيهِ حسن النّظم والتئامه فَأَما أَن تهمل الْمعَانِي ويهتم بتحسين اللَّفْظ وَحده غير مَنْظُور فِيهِ إِلَى مورده فَلَيْسَ من قبيل البلاغة وَبنى على ذَلِك أَن التَّقْدِيم فِي {وبالآخرة هم يوقنون} لَيْسَ لمُجَرّد الفاصلة بل لرعاية الِاخْتِصَاص

الرَّابِع مبْنى الفواصل على الْوَقْف وَلِهَذَا سَاغَ مُقَابلَة الْمَرْفُوع بالمجرور وَبِالْعَكْسِ

كَقَوْلِه {إِنَّا خلقناهم من طين لازب} مَعَ قَوْله {عَذَاب واصب} و {شهَاب ثاقب}

<<  <  ج: ص:  >  >>