للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أجاز بعض النحويين في " رجل صحيحة " أرجلًا صحيحة، على أنها حال موطأة بالنعت، مثل قوله تعالى: (لِسَانًا عَرَبِيًّا) لأن الحال من النكرة غير ممتنع من حيث كان الاسم الأول نكرة كما تقدم في باب النعت.

وقالوا: هي حال من المضاف إليه، لأن الحال من المضاف إليه كثير نحو

قوله:

كأن حواميه مدبرا

وهذا غلط، لأن الحال من المضاف إليه لا يجوز على الإطلاق، لأنها مفعول

فيها فهي كالظرف والمفعول، فلا بد لها من عامل يعمل فيها، ولا يجوز أن يعمل فيها معنى الإضافة، لأنه أضعف من لام الإضافة، ولام الإضافة لا يعمل معناه في ظرف ولا حال، فمعناها - إذا لم يلفظ بها - أضعف وأجدر ألا يعمل.

لو قلت: " هذا غلام هند ضاحكة "، لم يجز لما ذكرناه.

فإن قلت: يعمل فيها ما يعمل في الغلام المضاف، فهو محال.

لأن " ضاحكة " من صفة هند، لا من صفة " الغلام "، فبطل من كل وجه، ولكنه يجوز الحال من المضاف إليه إذا كان في المضاف معنى الفعل نحو:

" هذا ضارب هند قائمة "

<<  <   >  >>