للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَالَ الشَّيْخ جَار الله بن فَهد رَحمَه الله تَعَالَى أَقُول وَبعد الْمُؤلف عمر حَتَّى انْفَرد بعلو الاسناد وتزاحم عَلَيْهِ الطّلبَة من الْعباد وَخرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ حَدِيثا عشارية الْإِسْنَاد وَبَعض طلبته أَرْبَعِينَ حَدِيثا عشارية الْإِسْنَاد وَبَعض طلبته أَرْبَعِينَ أُخْرَى عالية فَرغب الطّلبَة فِي أَحدهمَا مَعَ غَالب مروياته فِي معرفَة العالي والنازل واسماء الروَاة واعتناء بِالتَّحْدِيثِ واعتقاد فِي الصُّوفِيَّة وصدقات مَعَ جلالة وعظمة وَلذَلِك ولي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِالْقَاهِرَةِ مرّة بعد أُخْرَى أَولهَا سنة إِحْدَى عشر وَتِسْعمِائَة وَثَانِيها فِي سنة ثَلَاثَة عشرَة وَاجْتمعت بِهِ فِي أَيَّام ولَايَته فِيهَا فَقَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء ثمَّ عزل فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا فضعفت بنيته وَقلت حركته لإستيلاء البلغم عَلَيْهِ وَقل مَا بِيَدِهِ وَاسْتمرّ مَفْصُولًا حَتَّى مَاتَ رَحمَه الله تَعَالَى

وفيهَا فِي يَوْم الْأَحَد رَابِع عشر ذِي الْقعدَة توفّي الْفَاضِل برهَان الدّين إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن أبي بكر بن الشَّيْخ عَليّ الطرابلسي الْحَنَفِيّ نزيل الريدية من الْقَاهِرَة بمدرسته بِالْقَاهِرَةِ وَصلي عَلَيْهِ فِيهَا وَدفن بالقرافة وَكَانَ مولده فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة بطرابلس وَأخذ بِدِمَشْق عَن جمَاعَة مِنْهُم الشّرف بن عبد وَقدم مَعَه الْقَاهِرَة حِين طلب لقضائها فلازم الصّلاح الطرابلسي وَرغب لَهُ عَن تصوفها بالريدية لما أَخذ مشيخة الاشرف وَأخذ عَن الريمي شرح الفية الْعِرَاقِيّ للناظم وَعَن الشَّيْبَانِيّ اشياء وَكَذَا سمع على الْحَافِظ السخاوي شرح مَعَاني الْآثَار والْآثَار لمُحَمد بن الْحسن وَغَيرهمَا وعلق عَنهُ بعض التَّأْلِيف بل سمع على أبي السُّعُود الْقُرْآن والرضي والأوجافي

قَالَ السخاوي وَهُوَ فَاضل سَاكن دين مِمَّن حضر بعد فِي أثْنَاء سنة أَربع وَتِسْعين مَعَ الْحَنَفِيَّة بالقبة الدوادارية بَين يَدي السُّلْطَان وَعلم بِحَالهِ وفضله فأنعم عَلَيْهِ بأَشْيَاء ثمَّ قَرَّرَهُ فِي الجوالي المصرية عَن الكوراني قَالَ الشَّيْخ جَار الله بن فَهد رَحمَه الله اقول وَبعد الْمُؤلف صَار من اكابر الْحَنَفِيَّة وَتَوَلَّى مشيخة الْمدرسَة القحماسية وَفصل كل قَضِيَّة لاجماعهم على علمه وخيره وصلاحه وَألف عدَّة مؤلفات مِنْهَا الاسعاف فِي حكم الْأَوْقَاف وجاور بِمَكَّة واقر فِي سنة خمس عشرَة وتسعماية ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة رَحمَه الله تَعَالَى

<<  <   >  >>