وَفِي سنة الْعشْرين حصل مطر عَظِيم فِي مَدِينَة زبيد وَمَا حواليها حَتَّى اشْتبهَ وَقت صَلَاة الْجُمُعَة على النَّاس وفاتت صَلَاة الْجُمُعَة معظمهم من الْمَطَر وَعدم رُؤْيَة الشَّمْس وَكَانَت صَلَاة من صلى مِنْهُم ذَلِك الْيَوْم بالأجتهاد
وفيهَا أَيْضا بعد أَيَّام حصلت بِمَدِينَة زبيد مطرة عَظِيمَة جدا كأفواه الْقرب وعقبتها ريح شَدِيدَة كَادَت تقلع الْبيُوت وأشفق النَّاس من ذَلِك وَنَفس الْوَادي نفسا عَظِيما وسْقا أَكثر الأَرْض وأخرب مِنْهَا كثيرا حَتَّى قيل أَن بعض الرَّدْم الَّذِي بناه السُّلْطَان الْملك الظافر من أَسْفَل قَرْيَة مسلب ويمانيها شعثه السَّيْل وسال بِخلق كثير يزِيدُونَ على الْمِائَة وَمَات أَكْثَرهم وسال بدواب كَثِيرَة تنيف على ألف دَابَّة من الأبل وَالْبَقر وَالْغنم وَالْحمير مَاتَ أَكْثَرهَا وَحصل برد مَاتَ بِهِ جمَاعَة وَسلم مِنْهُ جمَاعَة بعد أَن أَصَابَهُم لفح مِنْهُ ولانت الاسعار وَوجد الطَّعَام بَعْدَمَا كَاد يعْدم
وَفِي لَيْلَة السبت الْحَادِي عشر من شهر ربيع الأول توفّي الْفَقِيه الْعَلامَة جمال الدّين مُحَمَّد بن الصّديق الصَّانِع إِلَى رَحْمَة الله بِمَدِينَة زبيد وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الصُّبْح بِمَسْجِد الأشاعر وَدفن غربي مشْهد الشَّيْخ أَحْمد الصياد رَحمَه الله وَحضر الْقِرَاءَة لَهُ ثَلَاثَة أَيَّام والعزاء بِهِ جمَاعَة كَثِيرَة وَحضر من أَعْيَان الدولة الْفَقِيه عبد الْحق النطاري والشرف الموزعي وقاضي الشَّرِيعَة أَحْمد بن عمر المزجد وَغَيرهم
وَفِي مستهل شهر رَجَب الْفَرد الْحَرَام توفّي الشَّيْخ شمس الدّين عَليّ أبن الشجاع الْعَنسِي برداع الْعَرْش وَدفن هُنَالك رَحمَه الله تَعَالَى وَنعم الرجل كَانَ عقلا ورجاحة وديناً وامانةً
وَفِي يَوْم الْأَرْبَعَاء الثَّانِي عشر من شهر شَوَّال توفّي الْفَقِيه الصَّالح عمر بن معوضة الشرعبي وَصلي عَلَيْهِ بعد صَلَاة الْعَصْر بِمَسْجِد الأشاعر وَدفن بمجنة بَاب سِهَام قَرِيبا من مَسْجِد الشَّيْخ إِسْمَاعِيل الجبرتي من جِهَة الْقبْلَة بِوَصِيَّة مِنْهُ رَحمَه الله
وفيهَا حج ولد سُلْطَان الديار المصرية الْملك الْأَشْرَف قانصوه الغوري وَامْرَأَته وتصدقا بِمَال عَظِيم وفعلا من الْبر وَالْمَعْرُوف والاحسان فِي