وَللَّه در الشَّيْخ عبد الْمُعْطِي حَيْثُ يَقُول فِيهِ من قصيدة أمتدح بهَا سَيِّدي الْوَالِد الْتزم فِيهَا ذكر آبَائِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ... أَيْن شيخ الَّذِي يضاهي أَبَاهُ ... فِي الْمَعَالِي رفْعَة وأرتقاء ...
وفيهَا توفّي الْعَلامَة مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن حسن بن جلال الدّين بن فتح الدّين بن وجيه الدّين الْمصْرِيّ الْمَالِكِي وَيعرف كسلفه بِابْن سُوَيْد أَبَا حمد آباد من كجرات وَدفن بهَا وَكَانَ مولده فِي سادس شهر شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة أمه أم ولد وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه فحفظ الْقُرْآن وَابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي والفيه النَّحْو وَغَيرهَا وَعرض على خلق وأشتغل قَلِيلا عِنْد أَبِيه وَورث عَنهُ شَيْء كثير فأتلفه فِي أسْرع وَقت ثمَّ أملق وَذهب إِلَى الصَّعِيد ثمَّ إِلَى مَكَّة وَقَرَأَ هُنَاكَ على الْحَافِظ شمس الدّين السخاوي الْمُوَطَّأ ومسند الشَّافِعِي وَسنَن التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَسمع عَلَيْهِ شَرحه للألفية وَغير ذَلِك من تصانيفه ولازمه مُدَّة
ذكر السخاوي فِي تَارِيخه قَالَ وَكَانَ صَاحب ذكاء وفضيلة فِي الْجُمْلَة واستحقار وتشدق فِي الْكَلَام وَكَانَت سيرته غير مرضية وَأَنه توجه إِلَى الْيمن وَدخل زيلع ودرس وَحدث ثمَّ توجه إِلَى كيناية وَأَقْبل عَلَيْهِ صَاحبهَا
قَالَ الشَّيْخ جَار الله بن فَهد رَحمَه الله وَقد عظم صَاحب التَّرْجَمَة فِي بِلَاد الْهِنْد وتقرب من سلطانها مَحْمُود شاه ولقبه بِملك الْمُحدثين لما هُوَ مُشْتَمل عَلَيْهِ من معرفَة الحَدِيث والفصاحة وَهُوَ أول من لقب بهَا وَعظم بذلك فِي بِلَاده وأنقاد لَهُ الأكابر فِي مُرَاده وَصَارَ منزله مأوى لمن طلبه وَصلَاته وأصلة لأهل الْحَرَمَيْنِ الشريفين وَاسْتمرّ كَذَلِك مُدَّة حَيَاة السُّلْطَان الْمَذْكُور وَلما تولى وَلَده السُّلْطَان مظفر شاه أخرج بعض وظائفه عَنهُ بِسَبَب معاداة بعض الوزراء لَهُ فَتَأَخر عَن خدمته إِلَى أَن مَاتَ قَالَ وَلم يخلف ذكرا بل تبنى ولدا على قَاعِدَة الْهِنْد فورثه مَعَ زَوجته وَلم يحصل لابنته الَّتِي بِالْقَاهِرَةِ شَيْء من مِيرَاثه لغيبتها رَحمَه الله تَعَالَى