للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سنة سِتّ وَسبعين بعد التسْعمائَة (٩٧٦) هـ

وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ آخر النَّهَار ثامن شَرّ صفر سنة سِتّ وَسبعين توفّي الْوَلِيّ الشهير شيخ بن الشَّيْخ عبد الله عَليّ بن أبي بكر أَبَا علوي بتريم وَدفن يَوْم الثُّلَاثَاء

وَحكي أَنه كَانَ ببر سعد الدّين فِي مجْلِس فَكَانَ يَأْتِي إِلَى ذَلِك الْمجْلس رجل فِي زِيّ سَائل أَو مَجْنُون ويشتمه من بَين الْجَمَاعَة من غير مُوجب لذَلِك وَلَا سبق معرفَة بَينه وَبَينه وَكَأَنَّهُ كَانَ وَالله أعلم يُرِيد اختباره وَينظر صبره على الْمَكْرُوه واحتماله للأذى وتكرر مِنْهُ ذَلِك وَرُبمَا أَرَادَ الْحَاضِرُونَ أَن يقعوا فِيهِ فيمنعهم الشريف من ذَلِك فَلَمَّا كَانَ فِي بعض الْأَيَّام قَالَ لَهُ تعال إِلَى الْموضع الْفُلَانِيّ واصحب مَعَك دَوَاة وقلماً ومُوسَى فَفعل مَا أمره وَوجد هُنَاكَ وَحده فَقَالَ لَهُ هَات الموسى نُرِيد نذبحك بهَا فَأعْطَاهُ اياها مستسلماً ثمَّ طلب مِنْهُ الدواة والقلم وَعلمه الوفق الثلاثي وَأرَاهُ وَضعه وَعلمه اسْم الله الْأَعْظَم ثمَّ ذهب ذَلِك الرجل وَلم ير بعد ذَلِك فَصَارَ الشريف إِلَى مَا صَار إِلَيْهِ من التَّصَرُّف بعد ذَلِك وَأَخْبرنِي بعض الثِّقَات قَالَ بَيْنَمَا أَنا أَسِير مَعَه بترنم إِذْ أَخذ من ورق بعض الْأَشْجَار وَأكل مِنْهُ وَأَعْطَانِي فَإِذا هُوَ ورق القات وَهُوَ لَا يُوجد بحضرموت أصلا

وفيهَا توفّي الْعَلامَة الشهير الشَّيْخ عبد الْعَزِيز الزمزمي الْمَكِّيّ وَقد طبق بعض الْفُضَلَاء تَارِيخ ذَلِك الْعَام بِعَدَد حُرُوف بجنان الْخلد قد أصبح ثمَّ نظم ذَلِك التَّارِيخ فِي بَيْتَيْنِ فَقَالَ ... إِن مكن أجْرى الدُّمُوع على ... عز دين اله قد أَفْلح

قد أَتَى تَارِيخه ضبطاً ... بجنان الْخلد قد أصبحا ...

وَكَانَ مولده سنة تِسْعمائَة وَكَانَ من أَعْيَان عُلَمَاء مَكَّة وفضلائها وأكابرها ورؤسائها وَله قصيدتين عظيمتين فِي مدح النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَجَاد فيهمَا كل الإجادة احدهما عَارض فيهمَا الْبردَة وسماها الْفَتْح التَّام فِي مدح خير الْأَنَام وَالْأُخْرَى عَارض فِيهَا أم القري وسماها الْفَتْح الْمُبين فِي مدح سيد الْمُرْسلين وَحَيْثُ كَانَت أم الْقرى مَرْفُوعَة والقيراطية مَكْسُورَة جعل قصيدته مَفْتُوحَة وَمَا أحسن قَوْله فِيهَا مُشِيرا إِلَى ذَلِك مَعَ

<<  <   >  >>