إِسْمَاعِيل لصالح رَأَيْت حا هَذَا الرجل وَعظم توجهه ورقة قلبه وَالله لَو تَلَوت أَنا وَأَنت كَذَا وَكَذَا ختمة مَا قطرت لنا دمعة قَالَ نعم مَعَ قوى معرفتنا إِنَّا نَقْرَأ أحسن مِنْهُ قَالَ لَهُ إِسْمَاعِيل هَكَذَا الْقبُول قَالَ نعم وَإِن هَذَا من أَوْلِيَاء الله تاعالى قَالَ لَهُ إِسْمَاعِيل هَذَا أَصْغَر أَصْحَاب أَحْمد بن عَليّ مقَاما فَمَا زَاده ذَلِك إِلَّا نفوراً حَتَّى أفْضى الْأَمر إِلَى منافرة ومنافرة وأهاجي بَينهمَا وَالله الْمُسْتَعَان
سنة خمس وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة (٩٦٥) هـ
وَفِي يَوْم السبت إِحْدَى عشر شهر الْمحرم سنة خمس وَسِتِّينَ توفّي الشَّيْخ الْكَبِير والقدوة الشهير الْوَلِيّ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الإِمَام الْعَلامَة شهَاب الدّين أَحْمد الْفَقِيه عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان ابْن عمر بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ الْكَبِير الْوَلِيّ المربي سعيد بن عِيسَى بن أَحْمد الشهير بالعمودي بتعز وَكَانَ من كبار أهل الْعلم وَأهل الْفتيا والتدريس مَعَ الْوَرع التَّام والزهد الْعَظِيم والاقبال على الطَّاعَة وَكَثْرَة الْعِبَادَة والسلوك على نهج السّلف الصَّالح وَلُزُوم الخمول وَترك مَا لَا يَعْنِي وَالْإِحْسَان الدَّائِم إِلَى الْفُقَرَاء والمحتاجين والطلبة والملازمين وَكَانَ مَعَ ذَلِك من أهل الْولَايَة اللعظيمة والتصريف النَّافِذ فِي الْوُجُود وَقيل أَنه كَانَ يعرف اسْم الله الْأَعْظَم وَكَانَ ينْفق من الْغَيْب وَكَانَ الباشوات تعظمه وتخضع لهيبته وَكَانَ من محفوظاته الارشاد فِي الْفِقْه وَكَانَت تَجِيء إِلَيْهِ الْفَتَاوَى من الْبِلَاد الْبَعِيدَة فيجيب عَنْهَا وَكَانَ ولي مدرسته بتعز وَكَانَ ينْفق جَمِيع مَا يصير إِلَيْهِ من وَقفهَا على الْفُقَرَاء والطلبة وَلَا يمسك مِنْهُ لنفقته شَيْئا وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ
وَبِالْجُمْلَةِ فانه كَانَ أوحد عصره علما وصلاحاً وَلم يخلفه بعده مثله وَكَانَت وِلَادَته بزبيد وَمَا وقفت على تَارِيخ مولده إِلَّا انه مَاتَ وَهُوَ ابْن خمسين سنة تَقْرِيبًا وبنيت عَلَيْهِ بعد مَوته قبَّة عَظِيمَة رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ وَالِده الْفَقِيه عُثْمَان بن مُحَمَّد من أهل اعْلَم وَالصَّلَاح وَكَانَ انْتقل من بِلَاده قيدون إِلَى زبيد وَهُوَ شَاب لتَحْصِيل الْعلم فَأخذ عَن جماعته حَتَّى برع فِي الْعلم وَتزَوج هُنَاكَ امْرَأَة فَولدت لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة هَذَا