للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. فمذ نعيت عَنْهَا امنى وغدت أَبْوَاب نيل الْغنى مسدودة السبل

يلومني فِيك أَقوام وَلَو علمُوا ... عُذْري لما أَكْثرُوا لومي وَلَا عذلي

محبب كل من يولي الْجَمِيل وَقد ... أوليتني جملا مِنْهَا عَليّ جمل

يعطيك والبشر يكسو صفيحته فَقل ... بعدا لتقطيب وَجه الْعَارِض الهطل

أَفعاله صدقت مَا قد تكذبه أسماعنا من حَدِيث الْجُود فِي الأول

فَانْظُر إِلَى فعله واترك حَدِيثهمْ ... فِي طلعة الشَّمْس مَا يُغْنِيك عَن زحل

يلقاك إِلَى فعله واترك حَدِيثهمْ ... فِي طلعة الشَّمْس مَا يُغْنِيك عَن زحل

يلقاك لابس برد من تواضعه ... يظنّ بِالْكبرِ تعلو رُتْبَة السّفل

بِالْعلمِ كَانَ وَفعل الْخَيْر مشتغلا ... وَلم يكن عَنْهُمَا باللهو فِي شغل

وَلم يزل بِرِجَال الْعلم محتفلا ... لكنه بسواهم غير محتفل

تأثلوا المَال فِي أَيَّامه وَبِه ... نالوا مَكَانا من العلياء لم ينل

فِي حَضْرَة ومغيب كَانَ يمنحهم ... مَا لم يكن لَهُم وَالله فِي أمل

مِنْهُ اتتني سنيات الهبات وَمن ... تَمامهَا أَنَّهَا جَاءَت وَلم أسل

مدحته كي أفوي شكرها فَأبى ... مزِيد فائض احسان لَهُ هطل

والآن عَليّ أوفى بالرثاء لَهُ ... حَقًا فَانِي وَفِي بالحقوق ملي

قد كنت آمل هَذَا الدَّهْر يمتعنا ... بِهِ ويبقيه غوثا للعفاة ولي

وَمَا توهمت أَن الدَّهْر يَنْزعهُ ... نزعاً ويجفؤه بِالْقَتْلِ والغيل

شلت يَمِين الَّذِي بِالْقَتْلِ فاجأه ... عمدا وشين كف الْمجد بالشلل

ملاحم حكم الْمولى بهَا وَقضى ... وجودهَا سَابق فِي علمه الْأَزَل

يَا من يسائل عَن تَارِيخ مصرعه ... عَنهُ الْجَواب انْقَضى فَاكْفُفْ وَلَا تسل

عَلَيْك وَالله لَا أَنْفك ذَا أَسف ... أهْدى إِلَيْهِ الدُّعَاء مَا امْتَدَّ فِي أَجلي

ههمت على روض قبر حلّه ديم ... من الرضى مَا هما دمع من الْمقل

ثمَّ الصَّلَاة على الْمُخْتَار من مُضر ... خير الْبَريَّة طه خَاتم الرُّسُل

والآل والصحب مالوفي الحجيج عل ... بَيت الْإِلَه وَحي الرُّكْن بالقبل

سنة سِتّ وَخمسين بعد التسْعمائَة (٩٥٦) هـ

وشفي سنة سِتّ وَخمسين توفّي السَّيِّد الشريف الصَّالح الْفَاضِل الشَّيْخ

<<  <   >  >>