.. امام مَكَّة عبد الْقَادِر ابْن أبي ... الْيمن الَّذِي خبر من قد انجبت مُضر
من نبعه الْمُصْطَفى الْهَادِي أرومته ... أكْرم بفرع ذَاك الأَصْل يفتخر
يَا ابْن الائمة وَالْقَوْم الَّذين هم ... على الْحَقِيقَة فِينَا الأنجم الزهر
يَا صَاحب الرُّتْبَة الْمَعْذُور حاسدها ... إِن الحسود على مرماك ينعذر
إِلَيْك قد كَانَ يعزى الْفضل منتسبا وَالْيَوْم فِيك يعزي البدو والحضب
قد كَانَ وَجهك فِي الاقبال قبلتنا ... بِهِ تعززت الحجات والعمر
أَنْت الَّذِي كنت نعم المستشار بِهِ ... إِذا دهتني فِي دنياي الْغَيْر
جعلت فضلك فِيمَا بَيْننَا سبا ... إِذا كَانَ فِي الْأُم والآباء منحصر
ارضعتني ثدي انس مِنْك الفه ... وَالْيَوْم عَنْك رَضِيع الانس منقهر
تبدي التَّوَاضُع للإخوان منبسطا ... وَلَو وصضعت على هام لَهُم شكروا
كم خطْبَة لَك عِنْد الْبَيْت فائقة ... بهَا تسلسل عَن خير الورى الْأَثر
لله كم من مقَام بالْمقَام لكم ... حلت بترديده الْآيَات والسور
يبكي الْمقَام على هَذَا الإِمَام كَمَا ... يبكيه مِنْبَر بَيت الله وَالْحجر
أبْكِي عيه وَهل يشفي البكا كبداً ... كَادَت لموقع هَذَا الْخطب تنفطر
قد كَانَ يجدي التأسي عنط دمع أسى ... لَو كَانَ مثلك فِي ام الْقرى بشر
برغم أنفي أَن يَدْعُوك ذُو أمل ... فَلم يجبهُ سوى الاطباق والستر
وان يرى ربعك العالي وَلَيْسَ بِهِ ... لكل ذِي مقة ورد وَلَا صدر
مَاتَ بموتك عرب كنت غيثهم ... فَكيف حَال عريب مَا لَهُم مطر
سقى ضريحك صوب المزن منتحباً ... حَتَّى يضاحك أقْصَى تربه الزهر
تَارِيخه جنَّة الفردوس منزله ... ثمَّ الصَّلَاة على من جفه الْحجر
والآل والصب والأزواج مَا نظموا ... أهل القريض مديحاً فِيهِ أَو نثروا ...
وفيهَا قتل الْوَزير عماد الْملك رَحمَه الله يَوْم سبع وَعشْرين فِي شهر رَمَضَان وَقتل مَعَه جمع مِنْهُم مصطفى القرماني عيدل خَان وَغَيرهم قَتلهمْ رَجَب خلاوند خَان ولد الخواجا صفر
سنة سبع وَسِتِّينَ بعد التسْعمائَة (٩٦٧) هـ
وَفِي يَوْم الْجُمُعَة التَّاسِع عشْرين من شهر رَجَب الحارم سنة سبع وَسِتِّينَ توفّي الشَّيْخ الْكَبِير وَالْوَلِيّ الشهير قدوة العارفين وَحجَّة الله على السالكين