وَلما أَخذ عَن الشَّيْخ حسن الْبكْرِيّ وَالشَّيْخ ابْن حجر الهيتمي وَالشَّيْخ عَليّ بن عراق وَالشَّيْخ عَليّ المتقي الْهِنْدِيّ الْمَكِّيّ وَالشَّيْخ جَار الله ابْن فَهد وَأخذ عَن جدي السَّيِّد عبد الله العيدروس فِي التصوف بعدن وَورث من أَبِيه مَالا جزيلا فانفقه على طلبة الْعلم الشريف وَكَانَ يُرْسل إِلَى معلم الصّبيان وَيَقُول أَيّمَا صبي حسن ذكاؤه وجيد فهمه أرْسلهُ إِلَيّ فَيُرْسل إِلَيْهِ فَيَقُول لَهُ كَيفَ حالك فَأن كَانَ غَنِيا يَقُول لَهُ تعلم وغن كَانَ فَقِيرا يَقُول لَهُ تعلم وَلَا تهتم من جِهَة معاشك أَنا أتعهد أَمرك وَجَمِيع عِيَالك على قدر كفايتهم فَكُن فارغ البال واجتهد فِي تَحْصِيل الْعلم فَكَانَ يفعل ذَلِك بِجَمِيعِ من ياتيه من الضعفآء والفقراء ويعطيهم قدر مَا وظفه لَهُم حَتَّى صر مِنْهُم جمَاعَة كطثيرة عُلَمَاء ذووا فنون كَثِيرَة فانفق جَمِيع مَاله فِي ذَلِك
وَحكي أَنه فِي أَيَّام تَحْصِيله قاسى من الطّلبَة وَغَيرهم شَدَائِد فَنَذر أَن رزقه الله علما ليقومن بنشره أبتغاء لمرضات الله فَلَمَّا تمّ لَهُ ذَلِك فعل كَذَلِك وَقَامَ بِهِ احتسابا لله فَانْتَفع بتدريسه عوالم لَا تحصى رَحمَه الله وَأعَاد علينا من بركاته آمين
سنة سبع وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة (٩٨٧) هـ
وَفِي سنة سبع وَثَمَانِينَ توفّي الْوَلِيّ الصَّالح الشريف عمر بن عبد الله الهندوان أَبَا علوي بتريم وَسبب شهرته بذلك أَنه كَانَ فِيهِ قُوَّة لقُوته فِي دينه وبدنه شَبِيها بالحديد الهندوان
وَمن كراماته أَنه أخبر أخي السَّيِّد عبد الله عَن شَيْء يَقع من بعض النَّاس قبل وُقُوعه وَذكر ذَلِك الشَّخْص بِعَيْنِه فَكَانَ كَمَا قَالَ بعد مَوته بِيَسِير
وفيهَا مَاتَ السُّلْطَان حيدره بن حَنش صَاحب أحور
وفيهَا توفّي الْفَقِيه الْفَاضِل الصَّالح نور الدّين عَليّ بن صَبر اليافعي الشَّافِعِي وَحكي أَنه كَانَ قصد الْوَزير الفخان فِي آخر الايام إِلَى قَوَارِير وَكَانَ عِنْد الْوَزير الْمَذْكُور جمَاعَة من الْأَشْرَاف آل أَبَا علوي وَغَيرهم فَلَمَّا رَأَوْا إقبال الْوَزير الْمَذْكُور عَلَيْهِ حسدوه وَتَكَلَّمُوا فِيهِ عِنْده حَتَّى