جمع عَظِيم وحملت جنَازَته على الرؤوس وَدفن بالمعلاة رَحمَه الله تَعَالَى ونفع بِهِ
وفيهَا خسف بفيل السُّلْطَان عَامر بن عبد الْوَهَّاب الْمُسَمّى مَرْزُوق بقرية يُقَال لَهَا الركز من زَوَايَا الشَّيْخ شهَاب الدّين قطب زَمَانه وواسطة عقد أقرانه أَحْمد بن علوان نفع الله بِهِ قَرِيبا من قَرْيَة يفرس وَكَانَ قد أدخلهُ بَيت بعض فُقَرَاء الشَّيْخ كرها وسألهم مَا لَا طَاقَة لَهُم بِتَسْلِيمِهِ فَلم يشعروا حَتَّى غَابَ أَكثر الْفِيل فِي الأَرْض وَكَانَت من الْقَفَا من قبل رجلَيْهِ فَصَرَخَ صرخات وَمَات إِلَّا رحم الله سائسه فَكَانَ عِبْرَة لمن رَآهُ وَلم يقدر أحد على اخراج شَيْء مِنْهُ من مَوضِع الْخَسْف
وفيهَا كَانَ دُخُول الافرنج عدن وَقتل كَبِيرهمْ الْمُسَمّى عين الْبَقر على يَد الْأَمِير مرجان وَهَذَا مرجان هُوَ الَّذِي عمر قبَّة العيدروس بعدن وَدفن مَعَه فِيهَا
سنة ثَمَانِيَة عشر بعد التسْعمائَة ٩١٨ هـ
وَفِي سنة ثَمَانِيَة عشر توفّي الشَّيْخ مُحَمَّد بن الشَّيْخ أَحْمد بن الشَّيْخ أبي بكر بن الشَّيْخ عبد الله العيدروس أَبَا علوي بتريم وقبر بمشهد جده الشَّيْخ عبد الله العيدروس وَكَانَ مشاركا فِي الْعُلُوم قَرَأَ المناهج فِي الْفِقْه وَكَانَ من محفوظاته الْإِرْشَاد للمقري وملحة الاعراب
وفيهَا يَوْم الْأَحَد وَقت الْعَصْر خَامِس شهر رَمَضَان توفّي الشَّيْخ الإِمَام الْعَلامَة الصَّالح الْفَقِيه عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر أَبَا فضل الْحَاج الْحَضْرَمِيّ بالشحر وَكَانَ لَهُ مشْهد عَظِيم وَدفن فِي طرف الْبَلَد بالشحر من جِهَة الشمَال فِي مَوضِع موَات نجدي عقل أَبى غَرِيب أول من دفن هُنَاكَ وَدفن النَّاس إِلَى جَانِبه حَتَّى صَارَت مَقْبرَة كَبِيرَة وَعمل على قَبره بُنيان وَصَارَ مزاراً مشهوداً يطْلب للتبرك عِنْده وَكَانَ أوحد وقته علما وَعَملا وورعاً ومولده سنة خمسين وَثَمَانمِائَة وارتحل لطلب الْعلم إِلَى عدن وَغَيرهَا وَأخذ عَن الْإِمَامَيْنِ مُحَمَّد بن أَحْمد أَبَا فضل وَعبد الله بن أَحْمد أَبَا معزمة ولازم الثَّانِي وَتخرج بِهِ وانتفع بِهِ كثيرا وَحج سنة خمس عشرَة وَتِسْعمِائَة وَأخذ أَيْضا عَن قَاضِي الْقُضَاة برهَان