.. يَا من لَهُ فِي النَّحْو فهم ثاقب ... ودراية فِي الشّعْر من بَين الملا
اوضح بِفَضْلِك فِي جَوَابا شافيا ... عَن بَيت شعر شكله قد أشكلا
الْبَيْت هَذَا من قصيد قَالَه عبد الرَّحِيم فصح لنظم قد حلا
ذكر الْمعَاهد وَالزَّمَان الأولا ... فَبكى لأيام العندليب وأعولا
وبدا لَهُ برق بابرق رامة ... وَهنا فَبَاتَ من الجوى متململا
نَامَتْ عُيُون الْعَالمين فَلم ينم ... وسلت قولب العاشقين وَمَا سلا
إِن كَانَ فَارقه الْفَرِيق فروحه ... مَعَهم تسير مَعَ الهوادج فِي الفلا
هَل أَن ترَاهَا فِي الْأَخير بكسرة ... أَو فَتْحة حقق هديت تفضلا ...
فَأجَاب ... إِن فِي الْكَلَام بكسرة شَرْطِيَّة ... والفآء جَوَابا جآء بعد مفصلا
وَيُرِيد ان هم فارقوه فروحه ... مَعَهم مُلَازمَة تساير فِي الفلا
وَالْفَتْح لم يظْهر لَهُ معنى وَأَن ... قُلْنَا بِهِ جآء الْجَواب معطلا
وَلَقَد أَجَاد الشَّاعِر الْمنطق فِي ... لفظ بديع مَعَ فَصَاحَته حلا
حَالَتْ بلاغته القريظ فخلته ... وشياً على الحسنا يفوق على الحلا
لازالت الْأَلْفَاظ طوع مُرَاده ... وفؤاده بالدر صَار مكللا
ثمَّ الصَّلَاة على النَّبِي وَآله ... وصحابه واتابعين على الولا ...
وفيهَا جَاءَ السُّلْطَان أكبر إِلَى كجرات وَذَلِكَ أَنه بعد أَن أَخذهَا ترك فِيهَا بعض الوزراء وَرجع فحاول من بَقِي من أُمَرَاء كجرات أَن يستنزعوها من يَد ذَلِك الْوَزير وحاصروه بجموع عديدة وكادوا أَن يظهروا عَلَيْهِ فَلَمَّا سمع السُّلْطَان بِهَذَا الْخَبَر دهمهم بِجُنُود كَثِيرَة وَوصل إِلَيْهَا فِي مُدَّة قَليلَة وحاربهم أَشد الْمُحَاربَة حَتَّى قَتلهمْ عَن آخِرهم
وَفِيه وَقع باحمد اباد ريح عاصف عَظِيم مَعَ غيار كثير حَتَّى أظلمت الأَرْض وَعقبَة رعد وبرق وَقَلِيل مطر
سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة (٩٨٢) هـ
وَفِي سنة اثْنَيْنِ وَثَمَانِينَ توفّي الْفَقِيه الْعَالم الْعَلامَة المتبحر سراج الدّين عمر بن عبد الْوَهَّاب النَّاشِرِيّ رحجمه الله تَعَالَى بِمَدِينَة زبيد وَكَانَ سُئِلَ عَمَّا