وَله رَحمَه الله تَعَالَى تصانيف حَسَنَة مِنْهَا شرح صَحِيح مُسلم غَالب واستمداده فِيهِ من شرح الإِمَام النَّوَوِيّ بل هُوَ فِي الْحَقِيقَة شرح النَّوَوِيّ من زيادات وتحقيقات فِي بعضص الْمَوَاضِع وَأَسْمَاء رجال مُسلم وتاريخ مطول مُرَتّب على الطَّبَقَات وَالسّنَن وَابْتِدَاء التَّارِيخ الْمَذْكُور من أول الْهِجْرَة وَكتاب فِي مشتبه النِّسْبَة إِلَى الْبلدَانِ وَهُوَ مُفِيد فِي بَابه جدا
سنة ثَمَان وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة (٩٤٨) هـ
وَفِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين توفّي أَحْمد بن الطّيب ابْن شمس الدّين الطبنداوي الْبكْرِيّ الصديقي الشَّافِعِي شهَاب الدّين شيخ الْإِسْلَام الحبر الإِمَام الْعَارِف بِاللَّه القانت الأواه وَاضح المحجة وَالسّنَن بلغ غَايَة من الْعلم مَا ارْتقى إِلَيْهَا أهل ذَلِك الزَّمن كَانَ مَعَ أهل عصره بِمَنْزِلَة الشَّمْس مَعَ النُّجُوم وتميز عَلَيْهِم فِي معرفَة الْمَنْطُوق وَالْمَفْهُوم شَدِيد الصلب فِي الدّين والصداع بِالْحَقِّ لَا يخَاف فِي الله لومة لائم مولده بعد السّبْعين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا تفقه بِالنورِ السمهوري وَالْقَاضِي أَحْمد المزجد والكمال الرداد وَالْجمال القماط والعلامة شيخ الْإِسْلَام مُحَمَّد بن عبد السَّلَام النَّاشِرِيّ وَأحمد بن الطَّاهِر جغمان وَغَيرهم وَأخذ عَنهُ خلق كثير مِنْهُم شيخ الاسلام ابْن زِيَاد والحافظ شهَاب الدّين أَحْمد الخزجي والغريب الأكسع وَعبد الْملك بن النَّقِيب وَعبد الرَّحْمَن البَجلِيّ وَصَلَاح النماري وَغَيرهم وانتهت إِلَيْهِ رئاسة الْفَتْوَى والتدريس بِمَدِينَة زبيد وللى التدريس فِي كثير من مساجدها وَأقَام بذلك أتم قيام وانتفع بِهِ الْخَاص وَالْعَام وَله فتاوي مَشْهُورَة عَلَيْهَا الِاعْتِمَاد بِيَزِيد وَشرح التَّنْبِيه فِي أَربع مجلدات