وَفِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ رَابِع عشر الْمحرم سنة أَربع عشر توفّي الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن عمر أَبَا هُرْمُز الشبامي بهينن بِلَاد من أَرض حضر موت وهرمز بِضَم الْهَاء وَالْمِيم وَسُكُون الرَّاء وَآخره زَاي وَهُوَ شيخ الْفَقِيه الصُّوفِي عمر بن عبد الله أَبَا محزمة وَكَانَ كَبِير الشَّأْن وَله أَحْوَال غَرِيبَة وكرامات خارقة رَحمَه الله تَعَالَى آمين
وَحكي أَنه نفع الله بِهِ كَانَ عِنْدَمَا يرد عَلَيْهِ الْحَال يطْلب النِّسَاء الحسان من ذَوَات الْجمال فيغنين بَين يَدَيْهِ ويرقصن فَكَانَ هَذَا دأبه فِي أَكثر الْأَوْقَات وَكَانَ الْفَقِيه عمر أَبَا محزمة على طَريقَة الْفُقَهَاء فَسمع بذلك فقصد الانكار على الشَّيْخ وَمنعه من ذَلِك فسافر من بَلَده إِلَيْهِ بِهَذِهِ النِّيَّة فَلَمَّا وصل إِلَى أثْنَاء الطَّرِيق بدا لَهُ أَن يرجع فَرجع إِلَى بَلَده
ثمَّ سمع عَنهُ أَيْضا أَمْثَال هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي ظَاهرهَا مُخَالفَة الشَّرْع فَمَا أمكنه الصَّبْر عَن ذَلِك فَصَارَ إِلَيْهِ ثَانِيًا وَدخل عَلَيْهِ فَلَمَّا وَقع بَصَره على الشَّيْخ كاشفه وَقَالَ لَهُ عمر عَاد وقتك مَا جَاءَ فَرجع كَذَلِك إِلَى بَلَده وامتثل وَلم يحصل مِنْهُ انكار على الشَّيْخ لما سبق لَهُ من الْفَتْح على يَدَيْهِ ثمَّ سَار إِلَيْهِ ثَالِثا فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ أَمر الشَّيْخ نفع الله بِهِ بعض النِّسَاء الحسان مِمَّن كَانَت ترقص عِنْده ان تعتنقه فَمَا هُوَ إِلَّا أَن فعل بِهِ ذَلِك خر مغشياً عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاق تلمذ للشَّيْخ وَحكمه فِي ذَلِك الْوَقْت وَفتح الله عَلَيْهِ ببركة الشَّيْخ وَصَارَ من كبار العارفين المربين
وَقيل أَن الْفَقِيه لما طلب التَّحْكِيم من الشَّيْخ قَالَ لَهُ صلي رَكْعَتَيْنِ إِلَى الشرق فامتثل فَلَمَّا أحرم رأى الْكَعْبَة تجاه وَجهه
وَرُوِيَ عَن الْفَقِيه عمر نفع الله بِهِ أَنه قَالَ وقفت بَين يَدي سَيِّدي وشيخي عبد الرَّحْمَن بن عمر أَبَا هُرْمُز رَضِي الله عَنهُ واسعفني بطلبتي وأجابني إِلَى مَسْأَلَتي عَشِيَّة يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي شهر رَجَب سنة تِسْعمائَة وَثَلَاثَة عشر ووقفت بَين يَدَيْهِ لَيْلَة قبل ذَلِك وَقلت لَهُ يَا سَيِّدي حكمني وألبسني الْخِرْقَة فَقَالَ أَنْت الْحَاكِم الْمُحكم قلت