للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هَذَا إِن صحت كَيفَ وَقد سَاق الله لكم الكمالين نَعُوذ بِاللَّه من الْجَهْل بِمَعْرِِفَة حقكم انْتهى

سنة ثَلَاثِينَ بعد التسْعمائَة ٩٣٠ هـ

فِي فجر يَوْم الْأَحَد شهر ربيع الآخر سنة ثَلَاثِينَ وَتِسْعمِائَة توفّي الشَّيْخ إِمَام شيخ الْإِسْلَام الْعَلامَة ذُو التصانيف المفيدة والفتاوي السديدة الْمجمع على جلالته وتحريه وورعه اقضى قَضَاهُ الْمُسلمين أوحد عباد الله الصَّالِحين صفي الدّين أَبُو السرُور القَاضِي أَحْمد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن القَاضِي يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن حسان بن الْملك سيف بن ذِي يزن المدحجي السيفي الْمرَادِي شهَاب الدّين الشهير بالمزجد بميم مَضْمُومَة ثمَّ زاء مَفْتُوحَة ثمَّ جِيم مُشَدّدَة مَفْتُوحَة ودال مُهْملَة آخر الْحُرُوف الشَّافِعِي الزبيدِيّ ببلدة زبيد وَصلي عَلَيْهِ بجامعها الْكَبِير وَدفن بِبَاب سِهَام وقبره قبلي تربة الشَّيْخ عَليّ افلح وَلم يخلف بعده مثله رَحمَه الله تَعَالَى ونفعنا بسره وسر علومه ورثاه جمَاعَة من أكَابِر الْعلمَاء والأدباء من تلامذته ومعاصريه وَعظم الأسف عَلَيْهِ وَكَانَ من الْعلمَاء الْمَشْهُورين وَبَقِيَّة الْفُقَهَاء الْمَذْكُورين وَاحِد الْمُحَقِّقين المعتمدين المرجوع إِلَيْهِم فِي النَّوَازِل المعضلة والحوادث المشكلة وَكَانَ على الْغَايَة من التَّمَكُّن فِي مَرَاتِب الْعُلُوم الإسلامية من الْأُصُول وَالْفُرُوع وعلوم الْأَدَب

وَذكروا لَهُ كرامات وَهُوَ الَّذِي افتى بحلية البن والقهوة

ولد رَحمَه الله تَعَالَى سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِجِهَة قَرْيَة الزبيدية وَنَشَأ بهَا وَحفظ جَامع المختصرات ثمَّ اشْتغل فِيهَا على أبي الْقَاسِم ابْن مُحَمَّد بن مريفد ثمَّ انْتقل إِلَى بَيت الْفَقِيه بن عجيل فَأخذ فِيهَا على شيخ الْإِسْلَام إِبْرَاهِيم بن أبي الْقَاسِم جغمان والطاهر بن أَحْمد بن عمر جغمان وَأخذ أَيْضا عَن القَاضِي عبد الله بن الطّيب النَّاشِرِيّ وَقَالَ تِلْمِيذه شمس الدّين النَّاشِرِيّ لقد سَمِعت شَيخنَا شهَاب الدّين الْمشَار إِلَيْهِ يَقُول مَا دخلتني هَيْبَة من أحد قطّ كَمَا كَانَت تدخلني بَين يَدي إِبْرَاهِيم الْمَذْكُور انْتهى

<<  <   >  >>