للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَأما الْقدر النافع مِنْهَا فَهُوَ مُخْتَلف بِحَسب مزاج مستعملها

وَأما هَل الْإِكْثَار مِنْهَا مُضر فقد قَالَ الْأَطِبَّاء إِن كل كَثْرَة عَدو للطبيعة وَلَا شكّ أَن الْإِكْثَار من القهوة مُضر خُصُوصا بذوي الأمزجة الْيَابِسَة

وَأما هَل فِيهَا تَقْوِيَة للباه فَنَقُول لَا نبعد ذَلِك بِوَاسِطَة تجفيفها للرطوبات المرطبة للأعصاب فَيكون ذَلِك بطرِيق الْعرض

وَأما هَل اسْتِعْمَالهَا على الشِّبَع مُضر فنقلول قد نهى الْأَطِبَّاء عَن اسْتِعْمَال سَائِر المشروبات عقب اسْتِعْمَال الْغذَاء لما يفجج الْغذَاء وينفذه قبل انهضامه لَكِن الْقَلِيل من المشروبات خُصُوصا الْمعينَة على الهضم كالقهوة وَنَحْوهَا نافعة بِشَرْط أَن لَا تبلغ إِلَى حد تنفذ الْغذَاء إِلَى فجاجته وَأولى مَا اسْتعْملت القهوة بعد أَخذ الْغذَاء فِي حَالَة الانهضام فَأَما على الْجُوع فمجففة تَنْفَع أَصْحَاب الأمزجة الْبَارِدَة الرّطبَة وَتغَير المهزولين ويابسي الأمزجة واستعمالها فاترة أولى لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تكون ألذ طعماً وَأقوى على النّفُوذ

وَأما هَل أَنه يُضَاف إِلَيْهَا دَوَاء عِنْد الطَّبْخ فَنَقُول لَا يتَعَذَّر أَن يُضَاف إِلَيْهَا أدوية مصلحَة لمزاجها مقوية لافعالها لَكِن تخرج عَن كَونهَا قهوة وَتدْخل فِي جملَة الادوية النافعة وَلَكِن الأولى أَن يُضَاف إِلَيْهَا شيئ من السكر أَو الْعَسَل لباردي المزاج ليعين ذَلِك على نفوذها وَالله أعلم قَالَه بدر الدّين مُحَمَّد القوصوني فِي الْمحرم سنة ٩٣٨ هـ

سنة تسع وَعشْرين بعد التسْعمائَة ٩٢٩ هـ

وَفِي سنة تسع وَعشْرين توفّي الْفَقِيه الْعَلامَة شهَاب الدّين أَحْمد بن الْفَقِيه عبد الله بن عبد الرَّحْمَن بالحاج أَبَا فضل وَكَانَ مولده يَوْم الْجُمُعَة خَامِس شَوَّال من سنة سبع وَسبعين وَثَمَانمِائَة وتفقه بِأَبِيهِ وبالفقيه مُحَمَّد بن أَحْمد فضل وَأخذ عَن قَاضِي الْقُضَاة الْعَلامَة يُوسُف بن يُونُس الْمقري القَاضِي أَحْمد بن عمر المزجد وَغَيرهمَا وبرع وتميز وتصدر للإفتاء والتدريس فِي زمَان وَالِده وَكَانَ مُتَوَلِّيًا الاعادة فِي درس الْجَامِع فِي زمَان وَالِده وَلما مَاتَ وَالِده خَلفه وَصَارَ فِي عين الْمَكَان

وَكَانَ فَقِيها فَاضلا حسن الاستنباط قوي الذِّهْن شرِيف النَّفس

<<  <   >  >>