للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفيهَا توصل السُّلْطَان همايون إِلَى كجرات وَهزمَ السُّلْطَان بهادر وَكَانَ مصطفى بهْرَام الْمُخَاطب رومي خَان هُوَ الَّذِي أغراه على ذَلِك وَحمله على الْمَجِيء إِلَيْهَا وكاتبه فِيهِ ثمَّ عرض لَهُ بعد ذَلِك مَا كدر خاطره من الْخَوْف على ولَايَته الْقَدِيمَة وتغلب بعض السلاطين هُنَاكَ فَذهب إِلَيْهَا وَعَاد أَمر كجرات إِلَى السُّلْطَان بهادر كَمَا كَانَ وَسبب طلب رومي خَان لَهُ أَنه كَانَ استفتح للسُّلْطَان بهارد قلعة تسمى جيتور من الْكفَّار بعد أَن تَعب فِي ذَلِك لِأَنَّهَا كَانَت حَصِينَة وَكَانَ السُّلْطَان وعده بهَا وَلم يتم لَهُ بذلك

وفيهَا قتل السُّلْطَان بدر الافرانج فِي الشحر بعد أَن عزموا على قَتله فخذلهم الله تَعَالَى وَكَانَ هُوَ وإياهم فِي بَيت يشربون وَقد أغلقوا الْأَبْوَاب عَلَيْهِ فَأَخْبَرته بعض الْجوَار مِنْهُم وَلم يجد لَهُ مخرجا إِلَّا من بَيت المَاء فَخرج مِنْهُ وَسلمهُ الله مِنْهُم وَأصْبح فِي ذَلِك الْيَوْم هلب عَلَيْهِم وَقتلُوا عَن أخرهم وَأرْسل برؤوسهم إِلَى السُّلْطَان سُلَيْمَان

سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بعد التسْعمائَة (٩٤٣) هـ

وَفِي شهر ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين توفّي الْفَقِيه الصَّالح القَاضِي عفيف الدّين عبد الله بن أَحْمد سرومي الشحري بِمَكَّة وَكَانَ عزم إِلَى الْحَج فِي السّنة الْمَذْكُورَة فَمَا أَن وصل إِلَى مَكَّة توفّي بهَا قبل الْحَج فِي شهر ذِي الْقعدَة وَدفن بالمعلاة وَكَانَت وِلَادَته ببلدة الشحر وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن ثمَّ ارتحل لطلب الْعلم إِلَى زبيد فَأخذ عَن إمامها الْفَقِيه كَمَال الدّين مُوسَى بن الزين والعلامة جمال الدّين مُحَمَّد بن القماط وَغَيرهمَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلْدَة الشحر وَأخذ عَن عالمها الْفَقِيه الصَّالح عفيف الدّين عبد الله بن عبد الرَّحْمَن فضل الْمَعْرُوف بالحاج ولازمه ثمَّ سعى لَهُ رَحمَه الله فِي وَظِيفَة الْقَضَاء بهَا فِي أَيَّام السُّلْطَان عبد الله بن جَعْفَر فولاه الْقَضَاء وَذَلِكَ أول سنة عشر بعد وَفَاة القَاضِي الصَّالح عبد الله بن عيسرين بِنَحْوِ سنتَيْن وَلم يزل مُتَوَلِّيًا بهَا الْقَضَاء إِلَى أَن عزم إِلَى الْحَج وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى يحب الطّلبَة ويؤهلهم وَيُحب الإفادة والاستفادة وَكَانَ لطيفاً قريب الْجَانِب سليم الْبَاطِن

ذكرَاهُ الْفَقِيه عبد الله أَبَا محزمه فِي ذيل طَبَقَات الأسنوي وَذكره أَنه

<<  <   >  >>