للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَصَارَ من المعتقدين فِي الْعلم وَالدّين وَظهر لَهُ ثَلَاثَة من الْأَوْلَاد وهم الْجمال مُحَمَّد وزيني بَرَكَات والشهاب أَحْمد وزوجهم فِي حَيَاته وَرَأى أَوْلَادهم مَعَ نجابتهم وَصَارَ أَكْثَرهم من المفتيين والمدرسين بحرم الله الْأمين وَقدمه وَالِده فِي جَمِيع جهاته لعَجزه عَن الْحَرَكَة لكَونه بيلغ من الْعُمر تسعين سنة إِلَّا عَاما وأنقطع بمنزله عدَّة سِنِين وَهُوَ يدرس فِيهِ ورتب لَهُ مُرَتّب فِي الجوالي وأعتقده النَّاس فِي الْآفَاق وَقصد بالفتوحات والودائع وناله الضَّرَر من الدولة بِسَبَبِهَا وَهُوَ منتفع متعفف مُجْتَهد فِي عمَارَة الْأَوْقَاف الَّتِي تَحت نظره وَكَذَلِكَ وَلَده الْأَكْبَر من حَيَاته وَتحمل لذَلِك طثيرا من الدُّيُون وقاسى شدَّة فِي مَرضه حَتَّى قضى نحبه رَحمَه الله

سنة إِحْدَى وَخمسين بعد التسْعمائَة (٩٥١) هـ

وَفِي سنة إِحْدَى وَخمسين توفّي الْوَلِيّ الصَّالح الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن عَليّ الْحلَبِي تلميذ الشَّيْخ أَبُو بكر العبيدروس أَبَا أَحْمد آباد وَكَانَ قد تحكم للشَّيْخ العيدروس الْمَذْكُور وَأخذ عَنهُ وَتخرج بِهِ وأختص بنظره وَمكث فِي ملازمته نَحوا من عشْرين سنة ثمَّ أمره بِالدُّخُولِ إِلَى اهند والاقامة بهَا فَدَخلَهَا وَأخذ عَنهُ جمَاعَة كَثِيرُونَ وأنتفع بِهِ خلائق لَا تحصى وَكَانَ قبل دُخُوله فِي ذها الطَّرِيق من أَعْيَان التُّجَّار فآثر زِيّ الفققر وَترك مَا كَانَ عَلَيْهِ من أَسبَاب التجراة وَكَانَ حسن الْخط

وَحكي أَنه كَانَ بِمَكَّة وَكَانَ يعاني تعلم الْخط فَلَقِيَهُ بجل بالمسعى وَقَالَ لَهُ أذهب فقد أعطيناك الْخط والحظ قَالَ فَلَمَّا لقِيت الشَّيْخ أَبَا بكر وتلمذت لَهُ قَالَ أَتَذكر مَا قَالَ لَك ذَلِك الشَّخْص وَتَدْرِي من هُوَ وَمَا عناه بذلك ثمَّ قَالَ الشَّيْخ هوالشيخ أَبُو الْعَبَّاس الْخضر وَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ من الْحَظ فَهُوَ نَحن نفع الله بهم

وفيهَا فِي يَوْم السبت ثامن شهر ربيع الأول توفّي الْفَقِيه الْعَلامَة الفروعي جمال الدّين مُحَمَّد بن عمر أَبَا قضام أَبُو محزمه يجْتَمع مَعَ الْفَقِيه الْعَلامَة عبد الله بن أَحْمد محزمه فِي الْأَب السَّادِس

ولد ببلدة الهجرين وَنَشَأ بهَا ثمَّ أرتحل إِلَى عدن لطلب الْعلم وَأخذ

<<  <   >  >>