.. نفديك منا أُلُوف لَو فديت بهَا ... من خيرنا لَا من الدهماء والسفل
أَنِّي لأبكيك للجود الَّذِي فضحت ... أنواءه كل وَسمي وكل ولي
أبكيك للْعلم وَالْعقل اللَّذين هما ... عماد دنيا وَدين الحازم الرجل
وللحجاز وأهليه إِذا فقدوا ... مألوف بر إِلَيْهِم مِنْك مُتَّصِل
وللصيام وَأَحْيَاء الظلام إِلَى ... حِين الْمَمَات بِلَا وَهن وَلَا ملل
مُسَافِرًا وَمُقِيمًا مَا كسل وَلَا ... عجزت حوشيك من عجز وَمن كسل
قد كنت بَحر عوم بزاخرا وندا ... من فيضه كل بَحر كَانَ فِي خجل
فَفَاضَ مَا فاض م أمواجه وطغا ... مِنْهَا وروى الورى علا على نهل
بِمَوْتِهِ مَاتَ ذكر الْجُود واندرست ... مِنْهُ الربوع ورسم المكرمات بلَى
عذلت فِي قَتله دهري فَقَالَ أما ... أحطت علما بسبق السَّيْف للعذل
لبّى نِدَاء المنايا عِنْدَمَا هَتَفت بِهِ وَسَار بهَا يمشي على مهل
لَا قته وَهِي كمين فاستكان وَلَو ... بَدَت لَهُ لم تَجدهُ كَانَ ذَا فشل
فَإِنَّهُ كَانَ ثبتاً فاشلا حذرا ... وَلم يكن راميه يُؤْتى من الزلل
أباد أَحْمد أباد هول مصرعه ... وباء بعد الْآبَاء من فِيهِ بالوجل
فذم مَحْمُود أباد النَّاس حِين بدا ... مِنْهَا عناًُ مَا بِهِ للنَّاس من قبل
وريح نكسبه كنبائت عواصفها ... نكبآء هبت خلال الدّور وَالْحلَل
وَالنَّار شبت بشنبانير من فتن ... تموج كالبحر ملْء السهل والجبل
والدير أودت بهَا أدواؤها وبدت ... فِيهَا أراجيف أهل العل وَالنَّقْل
فَلَا ملام على سرات أَن لبست ... ملابس الْحزن بعد الْحلِيّ وَالْحلَل
اوفي وسلطانه السَّامِي الْمقَام مَعًا ... على انْتِهَاء الْأَجَل المحتوم فِي الازل
كَذَا الْخَلِيفَة وَالْفَتْح الْوَزير لَهُ ... كَانَت وفاتهما فِي اعصر أول
عز العزا وأزمان المسرة قد ... ولت وكل خلي بالهموم ملي
عبد الْعَزِيز عَزِيز مَا أصبت بِهِ ... على الممالك والأديان والملل
عبد الْعَزِيز عَزِيز مَا أصبت بِهِ ... على شهامة أهل الْملك والدول
عبد الْعَزِيز عَزِيز مَا أصبت بِهِ ... على الْمَشَايِخ والطلاب والملل
عبد الْعَزِيز عَزِيز مَا أصبت بِهِ ... على مجَالِس أهل الْبَحْث والجدل
كَانَت تتوق لأرض الْهِنْد أَنْفُسنَا ... كَيْمَا تحقق أَن الْعِزّ فِي النَّقْل