للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْعَرَبيَّة قَالَ السخاوي وتكسب بالنساخة مَعَ عقل وتودد وَحسن عشرَة وتميز وَرُبمَا نظم مَا يَقع لَهُ فِيهِ الْجيد وَمَعَ ذَلِك لم يسلم مِمَّن يعاديه بل كَاد أَن يُفَارق الْمَدِينَة لذَلِك قَالَ واغلب أقامته الْآن بِطيبَة على خير وانجماع وتقلل وَنعم الرجل

قَالَ الشَّيْخ جَار الله بن فَهد رَحمَه الله أَقُول وَبعد الْمُؤلف بَاعَ دَاره وَسكن مَكَّة وَتزَوج فِيهَا ورزق بنتين وَكَانَ انتصر للمؤلف على الشَّيْخ جلال السُّيُوطِيّ بالشهاب الهاوي على منشي الكاوى ثمَّ المنتقد اللوذعي عَليّ الْمُجْتَهد الْمُدَّعِي وَألف لسلطان الرّوم أَبَا يزِيد بن عُثْمَان الدّرّ المنظوم فِي مَنَاقِب سُلْطَان الرّوم ومدحه وَغَيره من أقرانه فرتب لَهُ خمسين دِينَارا فِي كل سنة فتجمل بهَا ومدح صَاحب مَكَّة السَّيِّد بَرَكَات بن مُحَمَّد الحسني فقتصر على مدحه وحظي عِنْده لبلاغته حَتَّى صَار متنبي زَمَانه ثمَّ أُصِيب بِكَثْرَة الاسقام فِي آخر عمره حَتَّى مَاتَ رَحمَه الله وَمن نظمه الْحسن هَذِه القصيدة الْعَظِيمَة الْمُشْتَملَة على الفصاحة التَّامَّة والامثال العجيبة وَهِي ... خُذ جَانب الْعليا ودع مَا يتْرك ... فرضى الْبَريَّة غَايَة لَا تدْرك

وَاجعَل سَبِيل الذل عَنْك بمعزل ... فالعز أحسن مَا بِهِ يسْتَمْسك

وامنح مودتك الْكِرَام فَرُبمَا ... عز الْكَرِيم وَفَاتَ مَا يسْتَدرك

وَإِذا بَدَت لَك فِي عَدوك فرْصَة ... فافتك فَأن أَخا الْعلَا من يفتك

ودع الْأَمَانِي للغبي فأنما ... عَقبي المنى للْحرّ دَاء مهلك

من يَقْتَضِي سَببا بِدُونِ عَزِيمَة ... ضلت مذاهبه وَعز الْمدْرك

تعست مداراة الْعَدو فانها ... دَاء تحول بِهِ الجسوم وتوعك

لَا يدْرك الْعليا إِلَّا من لَهُ ... فِي كل حَيّ من عداهُ منسك

ندب عريق لَا يرام مرجب ... ضرب جزيل فِي الْأُمُور محكك

ذُو هضبة لَا ترتقى وشكيمة ... عزت يدين لَهُ الألد الأمحك

إِلَّا فَاتْلُ عِنْد الحفيظة راية ... لَكِن بتجريب الزَّمَان محنك

فاركب سَنَام الْعِزّ فِي طلب الْعلَا ... حتام تسكن والنوى يَتَحَرَّك

وأستفرغ المجهود فِي تَحْصِيل مَا ... فِيهِ النُّفُوس تكَاد جبنا تهْلك

وَإِذا نبا بك منزلا فانبذ بِهِ ... ودع المطية تستقل وَيتْرك ...

<<  <   >  >>