.. وَأنس الْعُلُوم وماا قد كنت تكتبه ... فمحوه وَاجِب من كل مكتتب
وأنهض إِلَى الْعَالم الْأَسْنَى على ... قدم التجرد لَا تلْتَفت يَوْمًا إِلَى سَبَب
وأصرف على حسن من تهوى وصالهم ... جسماً وروحاً وَهَذَا لَيْسَ بالعجب
وَلَا ترد عوضا عَنْهُم إِذا قبلوا ... فَالْكل ملكهم مَا فهت بِالْكَذِبِ
وَمَا أَنْت لولاهم أجروا عنايتهم ... عَلَيْك إِلَّا مَحل الشَّك والريب ... لَوْلَا تعرفهم مَا كنت تعرفهم ... وَلَا رفعت إِلَى شَيْء من الرتب ... هم أهلوك لَهُم جودا ومكرمة ... وبلغوك الَّذِي ترجو من الْأَدَب
سَافر إِلَى حَضْرَة عليا مُقَدَّسَة ... تصح من ألم الأغيار وَالنّصب
وَمن مقالك لم هَذَا وَكَيف وَهل ... لَا كَانَ هَذَا مقَال الْجَهْل والعطب
وَكن عبيدا لَهُم لَا تعترض أبدا ... وأضمم جناحك مَعَ هَذَا من الرهب
وَأَن بدا وَجه ذَات الْخَال صل لَهُ ... وأسجد كَمَا جَاءَ فِي القرأن وأقترب
وأشطح على سَائِر النساك أَن عدلوا ... وَقل لمن لَام من عجم وَمن عرب
فنيت عني بهَا يَا صَاح إِذْ برزت ... وغبت إِذْ حضرت حَقًا وَلم تغب
فَمَا أُبَالِي إِذا مَا لمتني أبدا ... وَرُبمَا ذقت طعم اللوم كالضرب ...
وَمِنْه ... يَا عرب نجد انتم لي فتْنَة ... وبطيب ذكركُمْ الذ وأطرب
وأغيب عَن كلي وحقكم بكم ... وعذابكم يحلوا لدي ويعذب
وَإِذا شهِدت جمالكم وجلالكم ... فَجَمِيع مَا يحوي الْوُجُود مغيب
رمدت عُيُون لَيْسَ تلحظ حسنكم ... هَل ظَاهر عَن غير اعمى يحجب
روح بحبكم تحلى جيدها ... عَنْهَا المعارف كلهَا لَا يعرب
يَا سادتي بل يَا أحبة مهجتي ... كم ذَا عَن الرّبع الأنيس تغرب
إِن دَامَ هَذَا الهجر هَا أَنا ميت ... حاشا يضام نزيلكم ويخيب ...
وَمِنْه ... يَا سادة مَا عَنْهُم مَذْهَب ... فِي حبكم لي مَذْهَب مَذْهَب
قد رام مني عاذلي تَركه ... لكنه فِيمَا نوى أشعب
من أَيْن تسلو عَنْكُم مهجتي ... وَفِيكُمْ الْأَمْثَال بِي تضرب
يَا سَاكِني وَادي عذيب الْهوى
... تعذيبكم كالشهد يستعذب ...