لَو تلاشت عَنْهُم ظلم ... وانمحوا عَن عَالم الصُّور
شاهدوا معناك منبسطاً ... سارياً فِي سَائِر الْفطر
ودروا أَن الْحجاب هم ... عَن شُهُود المنظر النَّضر
وَقضى يَعْقُوب حَاجته ... وانْتهى زيد إِلَى الوطر ...
وَمِنْه ... ثق بمولاك فِي جَمِيع الْأُمُور ... وأحسب النَّاس كلهم فِي الْقُبُور
وارج مِنْهُ العطا لَا من سواهُ ... فَهُوَ يوليك كل فضل وَخير
لَا تعول إِلَّا عَلَيْهِ تَعَالَى ... عَن شريك فِي ملكه وظهير
كل من فِي الْوُجُود كل عليم ... لَيْسَ يرجون غَيره من نصير
عِنْده مَا تروم من كل خير ... جلّ من خَالق عَظِيم قدير
فَالْزَمْ الْبَاب لَا تحل عَنهُ يَوْمًا ... لم يفز غير من حظى بالحضور
فَهُوَ بَاب مجرب للأماني ... فِيهِ مَا شِئْت من منى وسرور
حسبي الله من جَمِيع البرايا ... وَكفى عَن غنيهم وَالْفَقِير
هُوَ غوثي إِذا طلبت غياثاً ... ومعيني على المُرَاد الخطير
عَم بِالْفَضْلِ كل عبد وحر فهم بَين حَامِد وشكور
وَصَلَاة الاله فِي كل يَوْم ... وَأَوَان على البشير النذير ...
وَمِنْه ... يَا مقْعد العزمات يَا عبد الْهوى ... يَا بانيا والبين يهدم مَا بنى
زرني أعلمك الْهوى وفنونه ... وأشتم نفاسي يزل عَنْك العنى
فَأَنا أَمَام جيوشه وَجُنُوده ... وَأَنا الدَّلِيل لَهُم على كنز الْغَنِيّ
لي فِي الغرام حقائق ودقائق ... من نالها أَو بَعْضهَا نَالَ الهنى
يَا نازلين على منى وحياتكم ... لَيْسَ الْقَتِيل بحبكم إِلَّا أَنا
أَنْتُم سكنتم فِي سويدا مهجتي ... لم لَا أصير لسركم كلي أَنا
لكم الْجمال بديعه وغريبه ... وَالْحب لي مَا شط مِنْهُ وَمَا دنى
يَا من أعيذ جمَالهمْ بجلالهم ... مَا كَانَ فِيهِ رضاكم فَهُوَ المنى
لَا تحسبوني خَائفًا من هجركم ... أَو راجياً لدوام وصل يجتنى
هَيْهَات لي شغل بكم عَن ذَا وَذَا ... وبكم عَلَيْكُم فِي الْهوى إذلالنا ...