.. تعجب الْخلق مِنْهُ ... وباطن الْأَمر أعجب
يَا موجبين لصحوي ... السكر وَالله أوجب
وَلَيْسَ يُوجب صحوي ... إِلَّا بليد معذب
بَين الغوير ونجد ... طول الزَّمَان مذبذب
فطالعوا ان شَكَكْتُمْ ... تهذيبكم والمهذب
ياما ألذ استماعي ... قَول الندامى لي اشرب
فِي حَضْرَة لَيْسَ فِيهَا ... إِلَّا مُرَاد مقرب
ومطرب الْحَيّ يشدو ... لَا عَاشَ من لَيْسَ يطرب ...
وَمِنْه ... عَليّ لله نذر لَا اخل بِهِ ... إِلَّا لعذري إِلَى الْإِخْلَال الْجَانِي ... إِن شاهدت مقلتي سلمى بِذِي سلم ... تعفير خدي بِذَاكَ الْحَيّ الْجَانِي
فبذل روحي قَلِيل فِي محبتها ... دع عَنْك بذل عرُوض ثمَّ اعياني ...
وَمِنْه ... لَا تحسبوا يَا قوم قلبِي خافق ... لكنه طَربا عَلَيْهِ يصفق ...
وَمِنْه ... ذلي لعزك يَا حَبِيبِي لَائِق ... وَبِك الْوِصَال من القطيعة أليق ...
وَمِنْه ... كتمت هوى سَاكن فِي الحشا ... وَلَكِن على الرغم مني فَشَا
لقد صَاد قلبِي وَمَا صدته ... فواعجبا كَيفَ سمي رشا
سوى الْبَذْل للروح لَا يرتضي ... فَلَا ترج مِنْهُ قبُول الرشا
إِذا رام هجري ورمت اللقا ... رضيت بِحكم الْهوى مَا يشا ...
وَمِنْه ... لَو قيل لي هجير والصيف فِي وهج ... وطي أحشاؤكم فِيهِ من شعل
أهم أحب إِلَيْك الْيَوْم تشهدهم ... أم شربة من زلال المَاء كالعسل
لَقلت مشهدهم أَهْوى وَلَو تلفت ... روحي أسى وجوى يَا لَيْت ذَلِك لي
وَهَكَذَا الْحبّ إِن صحت قَوَاعِده ... لَيْسَ التكحل فِي الْعَينَيْنِ كالكحل ...
وَقد سبقه إِلَى هَذَا الْمَعْنى الإِمَام الشَّافِعِي فَقَالَ ... لَو قيل لي وهجير الصَّيف متقد ... وَفِي فُؤَادِي جوى للْحرّ يضطرم ...