الْهِنْد مرّة ثَانِيَة فِي سنة إِحْدَى وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَبَقِي بهَا إِلَى الْآن ورزق الْقبُول الْعَظِيم من النَّاس وَصَارَ لَهُم فِيهِ أعتقاد وَرويت عَنهُ كرامات وَحصل لَهُ حَال غيبه عَن إحساسه وَقلت فِيهِ شعر ... أَيهَا الشهَاب المفدى ... أَنْت هُوَ الْفَرد الأوحدا
أَعْطَاك الْمُهَيْمِن منحا ... تفوق الْمنح وأزيد
الله أقامك مقصدا ... يَا فوز من لَك يقصدا
تهن بالشهود ذِي نلته ... فيا سعد من لَك يشهدَا
أتيت مراتباً بَعْضهَا إِذا نالها الشَّخْص سُودًا
فَبين الْأَوْلِيَاء بأسرهممقامك الأحمد يَا أحمدا ...
وَمَا أحسن قَول العللامة حميد بن عبد الله السندي فِيهِ ... الله أَتَاك فضل الْعلم وَالْعَمَل ... يَا أَحْمد الْخلق هَذَا غاي الأمل
مواهب لَك دون النَّاس قد خبئت فِي لوحك الْمُودع الْمَحْفُوظ فِي الْأَزَل
لله فِي الْخلق أسرار تدق وَلَا ... نكر إِذا أجمع السرَار فِي رجل
فَمن يساميك لَا ينفيك مستفلا ... وَأَنت أَنْت على رغم الحسود على
وَأَنت فِي الْفضل بَحر لَا أنتهاء لَهُ ... وَأَنت أشبه وَقت الْحلم بالحبل
والخلق مِنْك حكته رَوْضَة أنق ... تغتر أكمامها فِي زهرها الخضل
وَلم تكن عنْدك الدُّنْيَا لَهَا خطر فَلَيْسَ أهمالك الدُّنْيَا من الخطل
لَو أَن زهرتها مِنْك فِي الْكَتف وَقد ... سَأَلتهَا كنت تعطيها وَلم تسل
عَطاء من لم يضيق صَدرا بقلتها وَلَا بكثرتها تلقيه ذَا جذل
وَقد صفا الْقلب مِنْهُ عَن تكدرها ... لما تولاه قطب الْوَقْت خير ولي
شيخ الشريف ابْن عبد الله وَالِده ... فَهُوَ العريق إِذا فِي السَّادة الكمل
أطَاع خالقه فالخلق أجمعها ... فِي طوعه لم تحل عَنهُ وَلم تزل
وَكم لَهُ من كرامات قد أشتهرت ... فِي الشرق والغرب ايضاً شهرة الْمثل ...