وَأذن لَهُ فِي الباسها من اسْتحقَّهَا وَكَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى فِي كتب الْقَوْم وَهُوَ شَاب وَأفَاد وأملى وأجاد واستمد فامد وَبلغ فِي كل فضل الأمد تخرج بِهِ وَلَده الْعَلامَة الْحَافِظ الْمُجْتَهد اولي المقرب الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى شَيخنَا ومولانا أَبُو الْحسن عَليّ شمس لدين وحقق وانتفع انتفاعاً عَم الْخلق نَفعه وَأخذ عَنهُ شَيخنَا الْأُسْتَاذ الْإِنْسَان الْكَامِل الْمُحَقق خَاتم الْأَوْلِيَاء مَوْلَانَا السَّيِّد الشريف حَاتِم بن أَحْمد الأهدل وخلائق لَا تحصى وَالشَّيْخ كَمَال الدّين أَحْمد بن غبلراهيم الْعلوِي وَله اتِّبَاع بلغُوا مبلغ الكاملين ومكنوا فِي الْولَايَة أَي تَمْكِين
وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ فريد دهره ونادرة عصره ونسيج وَحده ولزيم ابده علما وَعَملا وأفادة وسيادة وَله كَلَام فِي الْحَقَائِق يشْهد لَهُ بحيازة عل وَكَانَ عُلَمَاء وقته يجلونه غَايَة الإجلال وَيشْهدُونَ لَهُ بالتقدم على الْأَمْثَال من رَآهُ ذكر الله وَقَالَ تبَارك الله بِقَصْدِهِ الْخَاص وَالْعَام والقضاة والحكام للزيارة والتبرك بِهِ والتماس الدُّعَاء مِنْهُ إِذا نزل بهم مُهِمّ وَكَانَ يبسط لَهُ فِي الْوَقْت ويمد لَهُ فِيهِ بِحَيْثُ أَنه يقْرَأ مائَة شرف الْقُرْآن فِي نصفف نَهَار أَو دون ذَلِك
وَحكى لي فقيره الصَّادِق مُحَمَّد قحطان وَكَانَ رجلا صَدُوقًا من أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح وتلاوة الْقُرْآن وَكتبه وَكتب القو قَالَ بلغ سمع شَيخنَا رَحمَه الله ان رجلا يحوك الثِّيَاب بجواره يقْرَأ سِتِّينَ ختمة من بعد الشروق إِلَى بعد الظّهْر فَعظم أمره على الشَّيْخ وَقَالَ هَذَا فِي جوارنا وَلَا نطلع عَلَيْهِ أَو كَمَا قَالَ قَلما الْيَوْم الثَّانِي بكر إِلَيّ فجَاء وَهُوَ يسدي خيوطه ويهذبها وينقيها فَلَمَّا وَقع نظر الرجل على لاشيخ سر سُرُورًا عظيمابدخول الشَّيْخ منزله فَرَحَّبَ بِهِ وانبسطت نَفسه فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ يَا فلَان مَا حَدِيث حدثته عَنْك من تلاوتك الْقُرْآن كل يَوْم كَذَا وَكَذَا ختمة فَقَالَ نعم كل يَوْم سِتِّينَ فَقَالَ لَهُ هَل شرعت الْيَوْم فِي الْقِرَاءَة قَالَ بلَى الْآن افرغ من التسديد واقعد للعم واشرع فَقَالَ الشَّيْخ أحب أَن اشرع أَنا وَأَنت فَمَتَى تفرغ من السِّتين قَالَ وَقت كَذَا من النَّهَار فَلَمَّا قعد للْعَمَل شرعا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute