وَبَنُو العمودي أهل اصلاح وَولَايَة أشتهر مِنْهُم جمَاعَة بالعلوم الظَّاهِرَة ومقامات الْولَايَة الفارة وَيُقَال ان نسبهم يرجع إِلَى أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَأما خرقتهم فَهِيَ ترجع إِلَى الشَّيْخ أبي مَدين المغربي رَضِي الله عَنهُ فَإِن جدهم الشَّيْخ الْكَبِير وَالْعلم الشير تَاج العارفين ومربي المريدين الشَّيْخ سعيد بن عِيسَى العمودي قدس الله روحه أَخذهَا عَن الشَّيْخ عبد الله الصَّالح رَسُول الشَّيْخ أبي مدجين فَهِيَ كخرقة قطب العارفين وأمام الْأَوْلِيَاء المتمكنين الشَّيْخ فَقِيه مُحَمَّد بن عَليّ مقدم التربة
وَحكى أَن الشَّيْخ أَبَا مَدين أرسل تِلْمِيذه الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن المقعد من الْمغرب نَائِبا عَنهُ وَأمره بالذهاب إِلَى حَضرمَوْت وَقَالَ لَهُ أَن لنا فِيهَا أَصْحَاب سر إِلَيْهِم وَخذ عَلَيْهِم عقد الحكم وأخقر بِأَنَّهُ سيموت فِي أثْنَاء الطَّرِيق فَكَانَ كَذَلِك وَمَات بِمَكَّة المشرفة ثمَّ أرسل تِلْمِيذه الشَّيْخ عبد الله الصال كَمَا أمره شَيْخه وَقَالَ لَهُ أذهب إِلَى حَضرمَوْت تَجِد فِيهَا الْفَقِيه مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد أَبَا مَرْوَان وسلاحه على رجلَيْهِ مَوْضُوع فأطلبه من عِنْده وَحكمه ثمَّ اذب إِلَيّ قيدون تَجِد فِيهَا الشَّيْخ سعد بن عِيسَى العمودي فَحكمه فقما قدم إِلَى تريم وجد الْفَقِيه بِتِلْكَ الصّفة الَّتِي ذكرهَا لَهُ شَيْخه فَفعل مَا امْرَهْ وَذهب إِلَى قيدون ذكلك وَكَانَ الشَّيْخ سعيد أحد كبار مَشَايِخ حضروموت مَشْهُورا بِالْولَايَةِ الْكَامِلَة والكرامات الْعَظِيمَة ة وَكَانَ كَامِلا مريبا مسلكاً وَبِه انْتفع الشَّيْخ أَبُو معبد وَغَيره وَله فِي ناحيه ذُرِّيَّة مباركة وَاتِّبَاع وزاوية لَهُم مَشْهُورَة
وَرُوِيَ عَنهُ أَنه قَالَ زيارتي بعد وفاتي أفضل من زيارتي فِي حَياتِي وَرُوِيَ عَنهُ أَيْضا أَنه قَالَ من احبني أَو أحب من أَحبَّنِي أَو زارني أَو زار من زارني أَو صَافَحَنِي اَوْ صَافح من صَافَحَنِي فَأَنا ضمينه بِالْجنَّةِ وَحكي أَنه عمر فِي القطبية ثَمَانِيَة عشر يَوْمًا وَرُوِيَ عَنهُ أَنه قَالَ من رَضِي بِي شَيْخه فليشهد الله على نَفسه أَنه رَضِي بِي شَيْخه دينا وأخري وَأَنا شَيْخه وَلَا يمد يَده إِلَى أحد وَرُوِيَ عَنهُ أَنه قَالَ من زارني ثَلَاث مَرَّات ينعني مَا لَهُ حَاجَة إِلَّا زيارتي فَأَنا ضمينه بِالْجنَّةِ
وَكَانَ الشَّيْخ سعيد رَضِي الله عَنهُ امياً وَيرد الْفُقَهَاء فِي الْمسَائِل