للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. واسال آلهك ان يفضل برحمته ... على نبيك خير الْخلق والبشرا ...

وَكَانَ وَالِده الشَّيْخ عمر نفع الله بِهِ من كبار أهل الْعلم وَكَانَ يدرس بِبَلَدِهِ قيدون ويفتي بهَا وَحكي أَنه ارْتَفع إِلَيْهِ اثْنَان فِي دَعْوَى وَكَانَ أَحدهمَا على الْحق وَالْآخر على الْبَاطِل فَأَشَارَ عَلَيْهِمَا الشَّيْخ أَن يصطلحا سترا للْحَال فَأبى ذَلِك الرجل الَّذِي كَانَ مُبْطلًا وَقَالَ لَا أرْضى أَلا بِحكم الشَّرْع فَغَضب الشَّيْخ عِنْد ذَلِك وَقَالَ أما إِذا كَانَ هَكَذَا فشهود الملاحف مَا يجوزوا عِنْدِي وَكَانَ ذَلِك الشَّخْص أعْطى اثْنَيْنِ كل وَاحِد ثوبا حَتَّى يَشْهَدَانِ لَهُ فكاشف الشَّيْخ بذلك

وَحكي أَنه دخل عدن فِي زمَان الشَّيْخ أبي بكر العيدروس فإضافه الشَّيْخ أَبُو بكر وَبَالغ فِي ذَلِك فَلَمَّا راي الشَّيْخ عمر كَثْرَة مَا صنع خطر فِي قلبه أَن هَذَا اسراف فَالْتَفت إِلَيْهِ الشَّيْخ أَبُو بكر عِنْد ذَلِك وَقَالَ أكرمناهم قَالُوا إسارف قَالَ الشَّيْخ عمر عِنْد ذَلِك اسْتغْفر الله وَلم يعلم الْحَاضِرُونَ بِشَيْء من ذَلِك حَتَّى حكى لَهُم الشَّيْخ عمر بخاطره الَّذِي خطر لَهُ وكاشفه الشَّيْخ بِهِ

وَحكى وَلَده الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن العمودي رَحمَه الله أَنه كَانَ فِي مجْلِس وَفِيه جمَاعَة من أهل الْكَشْف فصدر من أحدهم سوء أدب عَلَيْهِ فَعُوقِبَ ذَلِك الرجل بالسلب فِي لحَال

وَحكي أَن الشَّيْخ عمر رَضِي الله عَنهُ بلغ رُتْبَة القطبية وَكَانَ قد ولي المشيخة ببلاده قيدون بعد أَبِيه على طَرِيقه سلفه فَلَمَّا آل الْأَمر فِي ذَلِك إِلَى صفك الدِّمَاء وَنَحْوه وَرُجُوع أَمر لَك امرتبة إِلَى قوانين الْملك ترك ذَلِك وعزل نَفسه زهدا فِيهَا ورغبة فِيمَا عِنْد الله من الثَّوَاب وَكَانَ فِي زَمَنه يسوس الْخلق إِلَى قوانين الشَّرْع الشريف وَلَا يحابى فِي الْحق الْقوي على الضَّعِيف فكرهنه الْعَامَّة لذَلِك وعزموا على أَنهم يقتلوه وبولوا مَكَانَهُ أَخَاهُ عُثْمَان فَأخْبرهُ بذلك فَقَالَ مَا يحْتَاج إِلَى هَذَا وتركهم وَمَا يُرِيدُونَ وعزم إِلَى مَكَّة المشرفة ففلما قفل مِنْهَا مَاتَ بالقنفذه وقبره بهَا مَشْهُور وَعَلِيهِ بِنَاء عَظِيم رَحمَه الله تَعَالَى وَقيل أَنه دَعَا عِنْد ذَلِك عَلَيْهِم أَن الله تَعَالَى يبتليهم بِسبع مثل يُوسُف فَاسْتَجَاب الله ذَلِك فمنعوا الْقطر هَذِه الْمدَّة

<<  <   >  >>