ذكره السخاوي فِي تَارِيخه قَالَ وَكَانَ برع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والْحَدِيث وَالتَّفْسِير وَكَانَ من شُيُوخه فِي الْفِقْه أَبَا حميش وَفِي غَيره أَبَا شكيل مُحَمَّد بن مَسْعُود قَاضِي عدن وَغَيرهم كابي هُرْمُز الْحَضْرَمِيّ وَهُوَ من أصلح شُيُوخه قلت وَلبس مِنْهُ خرقَة التصوف قَالَ ودرس وَأفْتى وكلفه عَليّ بن ظَاهر قَضَاء عدن فدام قريب أَرْبَعَة أشهر ثمَّ ترك وَتوجه لنفع الطّلبَة خَاصَّة مَعَ علو همة وَشرف نفس وَعمل على جَامع المختصرات نكتاً فِي مجلدة وَكَذَا على الفية النَّحْو فِي كراريس مفيدة وَشرح الملحة للحريري شرحاً حسنا ولخص شرح ابْن الهايم على هايميته إِلَى غير ذَلِك مثل الرسائل فِي علم الهندسة وَغَيرهَا وفتاواه مجيدة وَعبارَته محكمَة انْتهى كَلَام السخاوي
وَله كتاب الفتاوي وَهُوَ كتاب جليل عَظِيم الْفَائِدَة وَمِمَّنْ تخرج بِهِ من الْأَئِمَّة الْأَعْيَان الْفَقِيه الْعَلامَة الصَّالح عفيف الدّين عبد الله بن عبد الرَّحْمَن فضل الْمَعْرُوف بِابْن الْحَاج وَالْإِمَام الْعَلامَة جمال الدّين مُحَمَّد بن عمر أَبَا قضام والفقيه الْعَلامَة عُثْمَان بن مُحَمَّد العمودي وَالْقَاضِي الإِمَام البارع مُحَمَّد بن عمر بحرق
وَرَأَيْت بِخَط الْفَقِيه عبد الله بن الْحَاج فضل رَحمَه الله فِي آخر جَوَاب لَهُ على مَسْأَلَة اخْتلف فِيهَا فُقَهَاء عصره مَا لَفظه وَقد افتى بذلك سيدنَا وَشَيخنَا الْفَقِيه الْعَلامَة عبد الله بن أَحْمد محزمه رَحمَه الله وَأَخذه من مُقْتَضى كَلَام الْأَصْحَاب وَهُوَ أَحَق من أَن يُقَلّد انْتهى
بِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ كَانَ بَقِيَّة الْعلمَاء العاملين لَيْسَ لَهُ نَظِير فِي زَمَانه وَلم يخلفه بعده مثله رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ بعض الْأَوْلِيَاء يَقُول فِي حَقه إِنَّه من الْأَرْبَعَة الْأَوْتَاد الَّذين يحفظ الله بهم الْبِلَاد والعباد ويغيث بهم الْحَاضِر والباد وَكَانَ رَحمَه الله يَقُول عمري سَبْعُونَ سنة فَكَانَ كَذَلِك وَمن أَوْلَاده الْفَقِيه الصُّوفِي عمر وَكَانَ تصوف بعد أَن برع فِي الْعلم وَكَانَ شَيْخه فِي التصوف الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن أَبَا هُرْمُز وَله مَعَه حِكَايَة طَوِيلَة وَمن شعره ... اعط الْمَعِيَّة حَقّهَا ... واحفظ لَهُ حسن الْأَدَب ...