للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفاكهي الْمَكِّيّ فِي تأليف لطيف سَمَّاهُ القَوْل النقي فِي مَنَاقِب المتقي ذكر فِيهِ من سيرته الحميدة ورياضاته الْعَظِيمَة ومجاهداته الشاقة مَا يبهر الْعُقُول ولعمري مَا أحسن قَوْله فِيهِ حَيْثُ يَقُول طابق اسْم شَيخنَا عَليّ ولقبه المتقي مَوضِع علماه ومسماه وَقَالَ فِي مَوضِع آخر من الْكتاب الْمَذْكُور مَا اجْتمع بِهِ أحد من العارفين أبي الْحسن الْبكْرِيّ وَشَيخنَا الْفَقِيه الْعَارِف الزَّاهِد الْوَجِيه العمودي وَشَيخنَا أَمَام الْحَرَمَيْنِ الشهَاب ابْن حجر الشَّافِعِي وصاحبنا فَقِيه مصر شمس الدّين الرَّمْلِيّ الْأنْصَارِيّ وَشَيخنَا فصيح عُلَمَاء عصره شمس الْبكْرِيّ وَلكُل من هَؤُلَاءِ الجلة عِنْدِي مَا دلّ على كَمَال مِدْحَة شَيخنَا المتقي بِحسن استقامته والاستقامة أجل كرمه وَقَول كل من هَؤُلَاءِ معتمدي شَهَادَته ... إِذا قَالَت حذام فصدقوها ... فإنالقول مَا قَالَت حذام ...

قَالَ وَمن ثمَّ اشْتهر باقليم مَكَّة المشرفة أشهر من قفا وَصَارَ يَقْصِدهُ وُفُود بَيت الله كَمَا يقْصد الْمشعر الْحَرَام والصفا حَتَّى بلغ صيته لسلطان الْإِسْلَام المرحوم الْمُقَدّس سُلَيْمَان بعد أَن كَانَ يفرغ على يَدَيْهِ بل قَدَمَيْهِ مَاء الطَّهَارَة مَحْمُود أعظم سلاطين الْهِنْد اعتقادا فِيمَا لَهُ من شَأْن قَالَ وشهرته فِي الْهِنْد وجهاتها أَضْعَاف شهرته بِمَكَّة كَمَا لَا يحْتَاج فِي ذَلِك إِلَى اقامة برهَان قَالَ وَمن مناقبه أَن بعض أَصْحَابه رأى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْمَنَام فِي حَيَاة لاشيخ عَليّ وَكَانَت الرؤؤيا بِمَكَّة المشرفة قَائِلا يَا رَسُول الله بِمَاذَا تَأْمُرنِي حَتَّى أَفعلهُ قَالَ تَابع الشَّيْخ عَليّ المتقي فَمَا فعل افعله انْتهى

قلت وَفِي هَذَا أدل دَلِيل على أَن الشَّيْخ عَليّ المتقي نفعنا الله ببركاته كَانَ لَهُ النَّصِيب الأوفر من مُتَابَعَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلذَا خصّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالذكر دون غَيره من أهل زَمَانه وَأمر الرَّائِي بملاحظة افعاله ومتابعته فِيهَا إِلَى غير ذَلِك من الاشارات كتسميته شَيخا وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو اسحق الشِّيرَازِيّ نفعنا الله ببركاته يفتخر بمنام نبوي فِيهِ تسميهة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ شَيخا

قلت وَرَأَيْت فِي بعض التَّعَالِيق رِسَالَة من إملاء الشَّيْخ مفعنا الله ببركاته تشْتَمل على نبذة من أَحْوَاله الَّتِي لَا تتلقى إِلَّا عَنهُ كالمشيرة إِلَى كَمَال

<<  <   >  >>