وَحكي أَن هِشَام بن عبد الْملك قَالَ لزيد بنعلي بن الْحُسَيْن رضوَان الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ بَلغنِي أَنَّك تُرِيدُ الْخلَافَة وَلَا تصلح لَهَا لِأَنَّك ابْن أمة فَقَالَ لهزيد رَضِي الله عَنهُ إِن الْأُمَّهَات لايضعن شَيْئا من الْأَبْنَاء وَلَيْسَ أحد أولى بِاللَّه وَلَا أرفع منزلَة عِنْده من نَبِي بَعثه وَقد كَانَ إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام من خير الْأَنْبِيَاء وَولد مُحَمَّد خَيرهمْ وَكَانَ ابْن أَمة وَأَخُوهُ ابْن حرَّة مثلك فاختاره الله عَلَيْهِ فَأخْرج مِنْهُ خير الْبشر وَأم اسحاق سارة فَمن وَلَده القردة والخنازير وَمَا على أحد جده رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا كَانَت أمه فَخَجِلَ هِشَام وَتزَوج زين العابدين عَليّ بن الْحُسَيْن رَضِي الله عَنهُ أّمة لَهُ أعْتقهَا فلامه عبد الْملك على ذَلِك وَكتب غليه أما بعد فَإِنَّهُ بَلغنِي عَنْك أَنَّك اعتقت أمتك وتزوجتها وقدكان لَك فِي أكفائك فِي قُرَيْش مَا تستكرم بِهِ فِي الصهر فَلم تنظر لنَفسك وَلَا لولدك ونكحت فِي اللؤم
فَكتب إِلَيْهِ أما بعد فَإِنِّي أعتقتهابكتاب الله وارتجعتها بِسنة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَنه مَا فرق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من تقى لأحد فِي مجد أَن الله قد رفع بِالْإِسْلَامِ الخسيسة وَأتم النقبصة وَأكْرم بِهِ من اللؤم فَلَا عَار على مُسلم هَذَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تزوج أَمته وَامْرَأَة عَبده فَقَالَ عبد الْملك إِن عَليّ بن الْحُسَيْن تشرف من حَيْثُ يتضع النَّاس
وَمن غَرِيب الِاتِّفَاق أَن ثَلَاثَة سادوا الْأَنَام فِي زمانهم وَانْفَرَدَ كل مِنْهُم بِالْفَضْلِ الظَّاهِر وَالْعقل الباهر ومزيد الصّلاح والهمة الْعَالِيَة والسيرة الحميدة والذكاء العجيب والفهم الْغَرِيب وَالنّظم الْحسن والإنشاء البديع وَكَانَت أم كل وَاحِد مِنْهُم أم ولد حبشية
أما أحدهم فالشريف الْفَاضِل الصَّالح وجله الدّين عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد الْبيض أَبَا علوي وَكَانَت وَفَاته بالشحر سادس جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى بعد الْألف وَالثَّانِي صاحبنا الشَّيْخ الْعَلامَة أَحْمد بنالعلامة عَليّ البسكري الْمَكِّيّ ثمَّ المغربي الْمَالِكِي وَسَيَأْتِي ذكره فِي تَرْجَمَة صَاحبه الشَّيْخ مُحَمَّد بن عبد الْحق الْمَالِكِي وَالثَّالِث الشَّيْخ الرئيس ذِي الْكَرم الجم وَالْفضل الْكثير جمال الدّين مُحَمَّد بن الشَّيْخ الشهير عبد اللَّطِيف الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ الشهير بمخدوم زَاده أبقاه الله تَعَالَى