.. إِذا مثلت شخصكم بفكري ... اوالي زعقة فِي أثر زعقة
وَمهما تَذكرُوا عِنْدِي تصبني ... لواعج صعقة
وَيجْرِي دمع مقلتي استباقا ... بخدي دفقة من بعد دفقة
فمنوا باللقاء وَلَو مناماً ... لَعَلَّ مَرِيض شخص بتنأي ينقه
واحظى باجتماع فِي مَحل ... يضيء الْأنس بالأفراح افقه
بِحَضْرَة من حوى كل الْمَعَالِي ... وأحرز من مجيد الْمجد افقه
بِحَضْرَة من حوى كل الْمَعَالِي ... واحرز من مجيد الْمجد فرقه
وَحَازَ السَّبق فِيمَا يبتغيه ... وَلَا عجب إِذا مَا حَاز حَقه
تغذى بالمعارف وَهُوَ طِفْل ... وَفِي سنّ الكهولة مَا أحقه ٥٥ حباه اله بِالْعلمِ اللدني ... فاضحى فاتقاً بالفهم رتقه
وَذَاكَ الشَّيْخ عبد الْقَادِر ... العيدروس اخو الفهوم المستدقه
سليل الأكرمين ومنتقاهم ... واحظاهم بفخر حَاز سبقه
تبوأ فِي الْفَضَائِل قصر فضل ... لرايات الْجلَال عَلَيْهِ خفقه
وَخص ببسطة فِي الْعلم خلت ... لَهُ جمل المعارف مسترقه
فآتاه الآله فنون علم ... بِلَا تَعب لَدَيْهِ وَلَا مشقه
واعطاه الْعَطاء الجم فضلا ... وَحسن بعد حسن الْخلق خلقه
فادرك فِي الْعُلُوم مقَام بسط ... واعجز من تصوف أَو تفقه
وصنف فِي فنون الْعُلُوم كتبا ... جليلات ابان بِهن حذقه
وخرقة أَهله قد جَاءَ فِيهَا ... بتصنيف إِذا الاتقان طبقه
وسلسلها إِلَى أصل اصيل ... بتنقيح أصَاب الضَّبْط وَفقه
واما فِي التصوف فَهُوَ فَرد ... امام قد حوى بِالْجمعِ فرقه
لقد ورث الْولَايَة عَن أَبِيه ... بتعصيب وَفرض أستحقه
فقد أنْفق من كنوز الْعلم عفوا ... وَخص بِكُل فن مُسْتَحقّه
فيهنيه الَّذِي أولاه مَوْلَاهُ ... من تحف العطايا الْمُسْتَحقَّة ...
قلت وَذكر لهَذِهِ الْأَشْيَاء إِنَّمَا هُوَ من بَاب التحدث بِنِعْمَة الله وَلِأَن الَّذِي حكيت عَنْهُم ذَلِك من أهل الدّين وَالصَّلَاح تيمنا بانفاسهم الطاهرة على أَنى مَا ذكرت من ذَلِك إِلَّا اقليل مَعَ أَن مَا ذكرته من أَنْوَاع لطفهم بِي دون مَا تركته بِكَثِير جزاهم الله عني أفضل مَا جزى استاذاً عَن تَابعه وَلم أر فِي نعم الله التتي أنعم بهَا عَليّ بعد الْإِسْلَام وَالنِّسْبَة إِلَى رَسُول لالله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم