للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الْهِنْد أصلا فتراجعا فَقَالَ الشَّيْخ حُسَيْن اما عَليّ كَذَا أَو عَلَيْك كَذَا من بَاب الْبسط ثمَّ أتفقا على أَنه مَا خرج فاتفق أَن أخي كتب هَذِه الْقِصَّة فِي كتاب وَوَقع عزمه إِلَى الْهِنْد فِي تِلْكَ السّنة وَكَانَ الْكتاب الْمَذْكُور فِي صحبته فَلَمَّا رَآهُ وَالِد قَالَ صدق الِاثْنَان الشَّيْخ حُسَيْن ومريده إِلَّا أَن الشَّيْخ حُسَيْن كَانَ نظره يشرف على حقائق الْأَشْيَاء وَاخْبَرْ أَنه كَانَ فِي ذَلِك الْوَقْت الْيَوْم فِي ذَلِك الشَّهْر عزم من أَحْمد أباد بنية برعرب لِأَن الْوَزير وَهُوَ عماد الْملك الَّذِي كَانَ يعوق عَلَيْهِ ذَلِك خرج فِي تِلْكَ السّنة للصَّيْد فَلَمَّا كَانَ فِي أثْنَاء الطَّرِيق لحقه الْوَزير الْمَذْكُور فصد عَن ذَلِك قَالَ وَأما قَول فضل أَنه ركب بعض الْخشب وسرى هَذِه السَّاعَة فَإِن البهل إِذا مَشى بِهِ الْبَقر يشبه سرَايَة الْخشب فِي الْبَحْر وبينما هُوَ فِي بعض اللَّيَالِي يسير فِي الطَّرِيق اذ وجد وَالِدي رَحمَه الله فوقفا يتذاكران واستمرا كَذَلِك إِلَى الصَّباح

وَحكي أَنه قَالَ مَا عندنَا من الْأَعْمَال الَّتِي نعتمد عَلَيْهَا شَيْئا إِلَّا ذرة من حب آل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَبلغ ذَلِك الشَّيْخ أَحْمد بن الْحُسَيْن العيدروس فَقَالَ هَنِيئًا لَهُ هَذَا هُوَ الَّذِي عناه الشَّيْخ أَبُو بكر العيدروس بقوله ... لَك الهنا أَن حل فِيك ذرة ... من حبهم أَو لَاحَ مِنْك حظرة

بذكرهم مَا أعظم المسره ... طُوبَى لقلب حل حبهم فِيهِ ...

وَكَانَ مُولَعا بكتب الشاذلية وَكَانَ يمِيل إِلَى طريقتهم السّنيَّة حَتَّى قيل فِيهِ أَنه شاذلي زَمَانه رُوِيَ ذَلِك عَن الشَّيْخ الْكَبِير وَالْوَلِيّ الشهير أَحْمد بن سهل وَكَانَ يعظم الشَّيْخ محيي الدّين ابْن عَرَبِيّ ويقرئ كتبه وَكَانَ لَهُ أقتنائها أَشد عناية حَتَّى أَن كتاب الفتوحات المكية كَانَ لَا يُوجد بحضرموت إِلَّا عِنْده وَلما كتب وَالِدي إِلَى وَلَده السَّيِّد عبد اله يُرِيد يحصله لنَفسِهِ أَو لوالده فَقَالَ لَا بل لوالده فَأعْطَاهُ إِيَّاه

وَحكي أَن الشَّيْخ بل النُّسْخَة الَّتِي كَانَت عِنْده عِنْد وَفَاته مَا خلا بَاب الْوَصَايَا مِنْهُ وَقَالَ أَنما فعلته تَعْظِيمًا لشأنه لِأَن النَّاس لَا يفهمون مَعَانِيه فيقهون فِي الْغَلَط بِسَبَب ذَلِك

<<  <   >  >>