ومولد هَذَا مُرَاد فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَتِسْعمِائَة فَافْهَم بعض المؤرخين إِن مرَادا هَذَا من الصَّالِحين لكَون تَارِيخ مولده يجمعه عدد حُرُوف الذّكر لقَوْله تَعَالَى {وَلَقَد كتبنَا فِي الزبُور من بعد الذّكر ان الأَرْض يَرِثهَا عبَادي الصالحون} وَتُوفِّي السل طان مرادرحمه الله ثَانِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث بعد الْألف وتولي بعده السُّلْطَان مُحَمَّد وَهُوَ السُّلْطَان الْيَوْم
وفيهَا عمر الْوَزير درويش باشا حَماما عَظِيما فَعمل الأديب البارع مامية الانقشاري لذَلِك تَارِيخا لطيفاً وَهُوَ حمام رفع الْحَدث ثمَّ نظمه فِي أَبْيَات وَهِي ... فِي دولة السُّلْطَان عدلا مُرَاد ... مكن حكمه شرقاً وغرباً مكث
درويش باشا شاد حمامه ... وَمن قديم مثله ماحدث
يروي الشفا من مَائه والهوى ... كَأَن روح الله فِيهِ نفث
فاجزم على الْغسْل بِهِ كي ترى ... تَارِيخه حمام رفع الْحَدث ...
وفيهَا أَيْضا عمر الْوَزير الْمَذْكُور جَامع دمشق المحروس فحعل لَهُ مامية الانقشاري أَيْضا تَارِيخه وَضَمنَهُ فِي هَذَا الأبيات ... فِي دولة السُّلْطَان بِالْعَدْلِ مُرَاد ... من قَامَ بِالْفَرْضِ وَاجِبا وَالسّنة
درويش باشا قد أَقَامَ معبدًا ... وَكم لَهُ أجر بِهِ ومنة
بناه خير جَامع تَارِيخه ... لله فاسجد واقترب بجنة ...
سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ بعد التسْعمائَة (٩٨٣) هـ
فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ طلب السُّلْطَان عبد الله بن بدر الكثيري الْفَقِيه الصَّالح الْعَلامَة مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم أَبَا جَابر من بَلْدَة بروم إِلَى الشحر ليوليه تدريس مدرسة أَبِيه السُّلْطَان بدر بهَا والزمه بذلك فَفعل وانتفع بتدريسه الْأَنَام واستنارت بذلك وُجُوه اللَّيَالِي وَالْأَيَّام وَمَا أحسن مَا قَالَه