مَعَ عقل وافر وأدب ظَاهر وخفة روح ومجد على سمته يلوح وانه شَدِيد الإنقباض عَن النَّاس غير أَصْحَابه
قَالَ السخاوي ودرس وافتى وَحدث ونظم ونثر وَذكر من تصانيفه حَاشِيَة على شرح جمع الْجَوَامِع للمحلي وَأُخْرَى على تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وشرحاً على الأرشاد لِابْنِ الْمقري وفصول ابْن الْهمام ومختصر الشِّفَاء وَغير ذَلِك قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ عَلامَة متين التَّحْقِيق حسن الْفِكر والتأمل وَكتابه امتن من تَقْرِيره ورويته احسن من بديهته مَعَ صِيَانة وديانة وَقلة كَلَام وَعدم ذكره للنَّاس وَلكنه ينْسب بمزيد باو وامساك مَعَ الثروة وتجدد الرِّبْح من التِّجَارَة والكمال لله وعاشر صَاحب التَّرْجَمَة بعد السخاوي أَربع سِنِين وَذكره مؤرخ دمشق وَذكر بعض أَوْصَافه الْحَسَنَة بِاخْتِصَار وَقَالَ انه خلف دنيا طائلة رَحمَه الله تَعَالَى
وفيهَا حصل بِمَدِينَة زبيد مرض عَظِيم وَمَات بِسَبَبِهِ خلائق لَا يُحصونَ وَكثر الوباء وَاسْتمرّ الدُّعَاء لذَلِك فِي الصَّلَاة والخطب ودام ذَلِك إِلَى شهر ذِي الْقعدَة وَاشْتَدَّ فِي آخر شعْبَان ورمضان فَبلغ الْمَوْتَى فِيهِ بزبيد فِي كل يَوْم فَوق سِتِّينَ نفسا وَكَانَ غالبه فِي النِّسَاء والأطفال وانتقل إِلَى بوادي زبيد وحيس وموزع وَغَيرهَا وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه
وفيهَا قدم قَاصد صَاحب مصر السُّلْطَان حنبلاط بهدية عَظِيمَة إِلَى السُّلْطَان عَامر بن عبد الْوَهَّاب من جُمْلَتهَا فانوس بلور قدر قامة الْإِنْسَان وصندوقان من بلور وسيوف عَظِيمَة وَأَشْيَاء نفيسة وَيُقَال انه رأى فِي مَنَامه منامات صَالِحَة للسُّلْطَان الْمَذْكُور فَكتب إِلَيْهِ بذلك
وفيهَا فِي سحر لَيْلَة الثُّلَاثَاء من رَمَضَان توفّي الشَّيْخ أَبُو بكر المزحاجي وَدفن ضحى يَوْمهَا رَحمَه الله
وفيهَا فِي ضحى يَوْم الْخَمِيس الْخَامِس وَالْعِشْرين من شهر شَوَّال توفّي الشَّيْخ الصَّالح وجيه الدّين بن عبد الرَّحْمَن بن محيي الدّين الجبرتي وَدفن بعد عصر ذَلِك الْيَوْم رَحمَه الله
وفيهَا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء مستهل ذِي الْقعدَة توفّي نجم الصعدي بَقِيَّة فُقَرَاء الشَّيْخ إِسْمَاعِيل بن أبي بكر الجبرتي