للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَالَ ابْن سُرَيج فى الودائع أما الشُّبْهَة فهى الشىء الْمَجْهُول تَحْلِيله على الْحَقِيقَة وتحريمه على الْحَقِيقَة فَيجب فِيمَا هَذَا شَأْنه التَّوَقُّف عَن التَّنَاوُل لَهَا فَإِذا لم يجد غنى عَنْهَا تنَاول مِنْهَا على حسب الْكِفَايَة لَا على حسب الاستكثار لِأَن الله تَعَالَى أَبَاحَ الْميتَة عِنْد الضَّرُورَة وهى مُحرمَة فالشبهة دونهَا انْتهى

وَتوسع العبادى فَقَالَ فى الزِّيَادَات سُئِلت عَن الشُّبْهَة فى هَذَا الزَّمَان فَقلت هَذَا لَيْسَ زمَان الشُّبْهَة اجْتنب مَا عَرفته حَرَامًا يَقِينا

والتحقة قَائِلا بِلِسَان طلق فصيح الله الله مرَارًا مُشِيرا بسبابته وطرقه الى السَّمَاء اشارة تذكيرها قَالَ بِحَيْثُ ان الْجمال سمع لَفظه فَعجب غَايَة الْعجب وَقَالَ مَا شَأْن هَذَا الرَّضِيع وَكم سنه فَقلت لَهُ هَذَا ولد مجدوب وتجاهلت عَلَيْهِ وَكَانَ يَقُول انى اذا دهنى هَذَا الامر لَا دَوَاء إِلَّا الالتجاء إِلَى الله تَعَالَى وَلذَا لما عجب بعض أَرْكَان الدولة من كَثْرَة تَوَجُّهِي إِلَى الحضرة الحرمية مَعَ عَظِيم الْمَشَقَّة والضعف فِي بنيتي وَعظم الْمصرف الَّذِي يبلغ كل عَام ثَلَاثَة آلالف دِينَار بِاعْتِبَار الْمُجَاورَة وَقَالَ لى يَا سَيِّدي اما تتركوا الاكثار من السّفر إِلَى الْحجاز فَقلت لَهُ أَنْت إِذا عرضت لَك حاجات فى أَمر اللملكة مَاذَا تفعل قَالَ أسافر إِلَى بَاب السُّلْطَان لعرضها فَقلت لَهُ فَأَنا تعرض لي حاجات فاسافر إِلَى بَاب السُّلْطَان وَهُوَ بَاب الله تَعَالَى

وَمَا أحسن قَوْله فِي كِتَابه نتائج الذّكر فِي حقائق الْفِكر فِي أثْنَاء كَلَام لَهُ أَلا ترى الْحداد إِذا ادخل حَدِيدَة ليحميها فِي النَّار لأَنْت بَعْدَمَا كَانَت قاسية وبررت محمرة اللَّوْن بعد أَن كَانَت سَوْدَاء مظْلمَة وأضاء نورها وقوى اشراقها وانقدح شِرَارهَا فالاستغراق فِي الْمَذْكُور بالتخلي عَن السوي والتجلي بِشُهُود نعوت ذِي الْجلَال وَالْإِكْرَام مُسْتَغْرقا فِيهَا تذْهب أوصصاف البشرية مَا يكسبه الذاكر من أنوار المعارف القدسية فيتبدل وَصفه ويتغبر حلاه وتشرق أنوار علاهُ فهناك تذْهب الرسوم ويتجلى الحى القيوم والى ذَلِك الاشارة بقولى ... أنوار ذاتك أشرقت فى ذاتي ... فمحيت عَن كوني وكل صفاتي

<<  <   >  >>