وفيهَا فِي ثَانِي عشر الْمحرم توفّي الشَّيْخ الْفَاضِل الْعَالم الْمُحدث الْفَقِيه رَحمَه الله بن عبد الله السندي الْحَنَفِيّ نزيل الْمَدِينَة المشرفة بِمَكَّة وَدفن بهَا وَكَانَ من الْعلمَاء العاملين وَعباد الله الصَّالِحين رَحمَه الله تَعَالَى وطبق بعض الْفُضَلَاء تَارِيخ مَوته بِحِسَاب الْجمل فجَاء رَحمَه الله قد نَالَ مُرَاده وَزَاد فِي الْعدَد إثنان وَذَلِكَ مسامح فِيهِ عِنْد أهل هَذَا الْفَنّ خُصُوصا إِذا كَانَ التَّارِيخ فِيهِ مُنَاسبَة للْحَال
قلت وَأحسن من هَذَا مَا أتفق لوالدي رَحمَه الله فَإِنَّهُ ولد لَهُ ولد سَمَّاهُ فضل الله وَجَاء تَارِيخه أَيْضا فضل الله وَهَذَا من غَرِيب الاتفاقات ولطيف المناسبات قيل وَلما فرغوا من دَفنه مُطِرُوا فِي تِلْكَ السَّاعَة وَقد أَشَارَ صاحبنا الشَّيْخ مُحَمَّد بن الشَّيْخ عبد اللَّطِيف الحامى الْمَكِّيّ الشهير بمخدوم زَاده إِلَى هَذَا فِي القصيدة الَّتِي رثاه بهَا فَقَالَ ... رَحْمَة الله لَا تفارق مثوى ... رَحْمَة الله بالحيا والغمام ...
وَكَانَ لَهُ أَخ أُسَمِّهِ حميد وَكَانَ من أهل الْعلم وَالصَّلَاح حسن الاخلاق كثير التَّوَاضُع وافر الْعقل ظَاهر الْفضل جليل الْقدر وَحصل لَهُ فِي آخر الْأَمر جاه عَظِيم جاور بِمَكَّة المشرفة تسع سِنِين وَمَات بهَا سنة تسع بعد الْألف وقبر عِنْد أَخِيه صَاحب التَّرْجَمَة وعمره نَحْو تسعين سنة وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ كَانَ بَقِيَّة السّلف الصَّالح رَحمَه الله
وفيهَا فِي لَيْلَة الْخَامِس من الْمحرم توفّي الخان مُحَمَّد الفخان بن ياقوت الفخان سلطاني وَكَانَت وِلَادَته بِأَحْمَد أباد فِي لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس شهر صفر سنة اثْنَيْنِ وَخمسين وَتِسْعمِائَة وَكَانَ شَابًّا صَالحا فَاضلا حسن الْأَخْلَاق والشيم مَشْهُورا بالسخاء وَالْكَرم وَغير ذَلِك من الصِّفَات الحميدة كالحياء والمروءة والعفاف والتواضع مفرطا فى الشجَاعَة وَكَانَ محبا لأهل الْفضل مقرباً لَهُم محسناً إِلَيْهِم مؤلفاً لَهُم حسن العقيدة فِي الاولياء وَالصَّالِحِينَ عَظِيم الرأفة بالفقراء وَالْمَسَاكِين وزر بكجرات وخواطب بالفخان بعد موت أَبِيه فحمدت سيرته ودام على ذَلِك بُرْهَة