للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

.. وهات عَن سَاكِني الجرعاء لي خَبرا ... اسناده مَا لقلبي عَنهُ تَحْويل

عمري لقد لذ فِي سَمْعِي مكرره ... وكل شَيْء على التّكْرَار مملول

شَبَّبَ لسمعي بِنَاء عَن مواصلتي ... وارفع حَدِيثك عَنهُ فَهُوَ مَوْصُول

فطالما وصل العذال من طرق ... اسناد عذل لسمعي وَهُوَ مَعْلُول

قَالُوا نرى الْحبّ قد أوهاك قلت لَهُم ... ذَاك الضعْف عِنْد حبيب الْقلب مَقْبُول

يَا فارغي الْقلب لي عَن لومكم شغل ... هَل يَسْتَوِي فارغ منا ومشغول

لساكني الجرع من وَادي العقيق جرى ... من مطلب الْعين كنز كُله لولو

وشهب دمعي حمراً فِي الخدود جرت ... وطرف طرفِي بِقَيْد النَّجْم مشكول

لَكِن مسانيد أخباري سترفعها ... نصا حسان صحيحات مَرَاسِيل

سأمتطي فِي الفلا هوجاً مشرفة ... فِيهَا على الأين ارقال وتبغيل

خَفِيفَة الرّوح لَكِن فِي مسامعها ... وقر إِذا قَالَ حادي عيسنا قيلوا

لم تكتحل بمنام فِي فراسخها ... حَتَّى يلوح لَهَا من طيبَة ميل

يَا لهف نَفسِي ضَاعَ الْعُمر فِي لعب ... وَلَيْسَ عِنْدِي إِلَّا القال والقيل

وواعظ الشيب فَوق الرَّأْس قَالَ افق ... إِلَى مَتى أَنْت باللذات مَشْغُول

إِلَى م يَا نفس لَا تلوي الْعَنَان عَن ... الْعِصْيَان غَرَّك من ذِي الْبَطْش تهيل

لوذي بِبَاب رَسُول الله واعتذري ... فالعذر عِنْد رَسُول الله مَقْبُول

جاه الرَّسُول عَظِيم عِنْد خالقه ... بِهِ تهون على الْخلق التهاويل

أعْطى مقَاما شريفاً دونه وقفت ... رسل الآله وروح الْقُدس جِبْرِيل

روح من الْفَيْض منشاه يقوم بِهِ ... من مُطلق النُّور تَقْوِيم وتشكيل

مَا كَانَ فِي ملاء إِلَّا ولاح بِهِ ... لمظهر الْحق بَين الْخلق تَعْدِيل

فكم تنقل من صلب إِلَى رحم ... حَتَّى انْتهى لابيه الطول والطول

وَكم لقس وشق مَعَ سطيح بِهِ ... بشائر وتخاويف وَتَأْويل

وَانْشَقَّ ايوان كسْرَى عِنْد مولده ... وانحط عَن رَأسه تَاج واكليل

وناره خمدت من بعد مَا عبدت ... لَهَا قُرُون وجيل بعده جيل

ونكس الله أصنام الطغام لَدَى ... الْبَيْت الْحَرَام وعرش الشّرك مثلول

وباءت اللات والعزى بذلتها ... ونالها بعد ذَاك الْعِزّ تذليل

رد الآله بِهِ عَن بَيته فرقا ... وافته يقدمهَا فِي سَيرهَا الْفِيل

فَلَا وَرَبك مَا بروا وَلَا ثبتوا ... وصرعتهم على الأَرْض الأبابيل ...

<<  <   >  >>