للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطبعية فَسَأَلته هَل لَك فِي مخالطت ٨ هم من فَائِدَة نعم بل فَوَائِد كَثِيرَة مِنْهَا أَنه رُبمَا هجم على الْحَال من وَارِد الْمحبَّة حَتَّى اخشى على جسمي أَن يتْلف فاقرب من النَّاس لتعتدل لطافة الْحَال بكثافتهم وأتوله بِقَضَاء حوائجهم ومخاطباتهم

قَالَ الشَّيْخ وَكنت أنظر إِلَيْهِ فِي غلاب أَحْوَاله سَكرَان براح الْمحبَّة فِي ليله ونهاره بل كَانَ فِي جَمِيع لحظاته ممتلئاً بمحبة ربه قَالَ وَهُوَ من أهل الْمقَام الرَّابِع فِي التَّوْحِيد لِأَن الْغَالِب عَلَيْهِ فنَاء الفناء قَالَ وَقد سَأَلته عَن ذَلِك فِي مذاكرة جرت بيني وَبَينه فِي تَوْحِيد الْفِعْل فَأَشَارَ إِلَى نَفسه بذلك وَكَانَ للشَّيْخ سعد بن عَليّ معرفَة تَامَّة فِي أَحْوَال الْقَوْم وَشرح مقاماتهم ودقائق معاملاتهم يشرحها شرحاً حسنا شافياً مَعَ كشف وذوق ومشاهدة ووصول وتخلق وَتحقّق مَعَ دوَام الصفاء بدوام الْجُوع والسهر وَالذكر والفكر وَشدَّة الافتقار ولاذل والانكسار والتواضع والخمول وَقطع العلائق بِالْكُلِّيَّةِ فَلم تكن لَهُ صُورَة فِي صغره وَلَا تزوج فِي كبره رَضِي الله عَنهُ حَتَّى توفاه الله تَاسِع رَجَب الْفَرد سنة سبع وَخمسين وَثَمَانمِائَة من الْهِجْرَة رَحمَه الله تَعَالَى واعاد علينا من بركاته آمين وَمن غَرِيب الِاتِّفَاق أَن تَارِيخ وَفَاته جَاءَ منور للجنة وَقلت فِي ذَلِك ... تَارِيخ فَوت سَيِّدي قدوتي ... سعد السويني السعيد قِبْلَتِي ... نور الْأَنْوَار فَلَا عجب إِذا ... مَا قيل فِيهِ منور الْجنَّة ...

وَقلت أَيْضا ... قد أَضَاءَت الأكوان يسْعد سَيِّدي ... تَارِيخه جَاءَ منور للجنة ...

وَقد رَأَيْت أَن أضيف إِلَى هَذِه المناقب الشَّرِيفَة مَالِي وشأنه من الأبيات اللطيفة فَمن ذَلِك مَا قلته فِيهِ مفتخراً بانتسابي إِلَيْهِ وكوني من محبيه ... نجم سعدي قد طلع ... من أفق السويني وَنجم ... شرح صَدْرِي بِهِ ابدا ... فِيهِ وجدي مَا انكتم ... هُوَ روحي وخاطري ... بِهِ علق قلبِي من قدم ... هُوَ شَيْخي وعمدتي ... وَهُوَ قصدي من الخيم ...

<<  <   >  >>