للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُحَمَّد بن أبي الْحبّ قصيدة فِي صفتهَا وخواصها مِنْهَا شعر ... نسيم جنوبها أبدا صَحِيح ... وطبع الجو فِيهَا مُسْتَقِيم

وطبع بيارها فِي الصَّيف برد ... وَأَيَّام الشتا هِيَ الْحَمِيم

تعادل حرهَا وَالْبرد فِيهَا ... فلاحر يضر وَلَا سموم

وطبع الْبرد فِيهَا فِيهِ لطف ... يطيب نسيمه يَنْمُو الجسوم

وحر الشَّمْس فِيهَا لَيْسَ يُؤْذِي ... وَبرد شتائها أبدا سليم

بِلَاد طَابَ مَسْكَنهَا وَطَابَتْ ... مباركة لَهَا رب رَحِيم

فَلَو نظرت فلاسفة إِلَيْهَا ... لقالوا جنَّة الدُّنْيَا تريم ...

وسماها الشَّيْخ القطب عمر المخضار ابْن الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن السقاف فِي بعض قصائده بِلَاد الطِّبّ قَالَ بَعضهم شملت هَذِه الْكَلِمَة من الشَّيْخ عمر رَضِي الله عَنهُ الطبين جَمِيعًا طب الْقُلُوب وطب الْأَبدَان

ولي ترى صَاحِبي أفوز بزورة من تريم وأظفر بالمنا قَالَ لي تبلغ مَا ترم سَيِّدي من الريم وتحظى بالهنا وَمَا أحسن قَول الشَّيْخ عبد الْمُعْطِي أَبَا كثير رَحمَه الله فِي صفتهَا شعر ... أَرضًا غَدَتْ تفاخر السما ... كَذَا حصاها فاخر الجوزا

أَرضًا ينَال كل من أم لَهَا ... كَرَامَة فَوق الَّذِي أملهَا

وتربها غَدا يضاهي المسكي ... للزعفران الجنوي يحْكى

قد أشرقت من سَائِر النواحي ... على الملا بنورها الوضاحي ...

وَهِي معشر الْأَوْلِيَاء ومعدنهم ومنشأ الْعلمَاء وموطنهم وَهِي مسكن السَّادة الْأَشْرَاف آل أَبَا علوي فَإِن جدهم أَحْمد بن عِيسَى لما قدم إِلَى حضر موت سكن فابتنى جشير بِكَسْر الْجِيم والشين الْمُعْجَمَة وَبعدهَا يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة ثمَّ رَاء يعرف الْيَوْم بِبَيْت بني جشيب بِالْبَاء الْمُوَحدَة على نصف مرحلة من تريم ثمَّ أنتقل مِنْهَا إِلَى الحسيسة بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح السِّين وياء مثناة من تَحت بَينهمَا مُشَدّدَة مَكْسُورَة قريب مِنْهَا وأشترى بهَا عقارا كثيرا وَبهَا توفّي وَدفن فِي شعبها الشَّرْقِي

ثمَّ أَن وَلَده الشَّيْخ عبد الله أنتقل إِلَى سمل بِضَم السِّين الْمُهْملَة وَفتح الْمِيم وسكنها مُدَّة زمَان وَاشْترى بهَا أَمْوَالًا كَثِيرَة وَهِي على نَحْو سِتَّة

<<  <   >  >>