على قَارِعَة الطَّرِيق حَتَّى تضيع فاحتملها بِقُوَّة أَشد من الْأَوَّلين ونشاط وسرور مَا لم يعلم أَنه عَلَيْهِ شَيْء من الحمولة فَهَذَا عبد عمل على حب الله تَعَالَى فبحبه الله أحب صَاحب الحمولة فَلَا يتْرك نصحا فِي ذَلِك الْعَمَل إِلَّا بذله وأشفق إشفاقا يصونه عَن الإنكسار وَعَن صدوم الآفة لحب صَاحبهَا
فَالْأول يحملهَا طَمَعا لتِلْك الدَّنَانِير فَلَا يكون لَهُ شَفَقَة على تِلْكَ الحمولة أَن يبلغ بهَا الْموضع الَّذِي أُشير لَهُ إِلَيْهِ وَكَذَا الَّذِي خوف بِالسَّيْفِ إِنَّمَا باله أَن يبلغ بالحمولة الْمَكَان الَّذِي أَمر ثمَّ إِن أَصَابَهَا فِي الطَّرِيق عثائر من صدمة أَو تغير حَال لَا يُبَالِي إِنَّمَا بالى بحملها مَخَافَة من السَّيْف
فَالْأول إِنَّمَا باله الْوُصُول إِلَى مَا طمع فِيهِ من النوال وَهَذَا الَّذِي عرف لمن هَذِه الحمولة أَخَذته الشَّفَقَة على تِلْكَ الحمولة فالأخير حملهَا محبَّة لصَاحِبهَا حَتَّى احتملها إِلَى أَن يتوقاها من الْآفَات وإبلاغها إِلَى الأَصْل