عَلَيْهِ كَمَا وَصفنَا من أَمر الْخَارِجِي الَّذِي يَشْتَهِي الإمرة
فَمن الحزم أَن يقطع عَنهُ الشَّهَوَات وَأَن ينظر إِلَى كل شَيْء من أُمُور الْآخِرَة يحمل عَنهُ الْهوى أَن ينْتَقل عَنهُ إِلَى ضِدّه مِمَّا لَيْسَ لَهُ فِيهِ هوى لِأَن الطَّاعَات كَثِيرَة فَرب طَاعَة تملكه حلاوتها فَتَصِير هوى فَينْتَقل إِلَى مَا يتعب فِيهِ وَلَيْسَ لَهُ فِيهِ هوى وَأَن يتعبه بالغموم والهموم حَتَّى ينغص عَلَيْهِ عيشه الَّذِي استطابته نَفسه بلهوها ولعبها وبطالتها فَإِن فتح لَهُ صَار ملكا من الْمُلُوك الَّذين بالكنوز والهدايا والفوائد الَّتِي تَأتيه من رب الْعَالمين وَإِن لم يفتح لَهُ فأجر تَعبه عِنْد الملي الوفي الْوَاحِد الْوَاحِد بِعشْرَة وَالْوَاحد بسبعمائة وَالْوَاحد بالأضعاف الْكَثِيرَة وَنَفسه ذليلة مقهورة فِي ذَلِك التَّعَب وَالنّصب ٦٦
فبنوا إِسْرَائِيل حظوظهم من الله تَعَالَى كَثِيرَة وَهَذِه الْأمة أوفر حظا وَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {قل إِن الْهدى هدى الله أَن يُؤْتى أحد مثل مَا أُوتِيتُمْ أَو يحاجوكم عِنْد ربكُم}
وَرُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (مَا أَعْطَيْت أمة من الْأُمَم من الْيَقِين مَا أَعْطَيْت أمتِي)
وَكَذَلِكَ عَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ فِي هَذِه الْأمة فَلذَلِك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute