وقلتَ: هو لِرشْدَةٍ وزِنْيَة كما قلت: هو لغية والباب فيهما واحد إنما يريدُ المرَّة الواحدة ومَصادِر الثلاثي إذا أردت المرّةَ الواحدة لم تختلفْ تقول: ضربتُه ضَربة وجلستُ جَلْسَة وركبتُ رَكْبة لَا اخْتلاف في ذلك بين أحدٍ من النحويين وإنما كُسِر ما كان هيئةَ حال فتصفها بالحسن والقُبْح وغيرهما فتقول هو حَسنُ الجِلسة والسِّيرة والرِّكبة وليس هذا من ذاك.
وقلتَ: هي أَسْنُمَة فِي البَلَد ورواه الأصمعي أسْنُمة بضم الهمزة فقال: ما رَوَى ابنُ الأعرابي وأصحابه إلا أسنمة بفتحها.
فقلت: قد علمتَ أن الأصمعي أضبط لما يحكيه وأوثَق فيما يُرويه.
وقلت: إذا عزَّ أخوك فهُن والكلام فهِن وهو من هان يَهين. ومنه قيل هَيِّنٌ لَيّنٌ لأن هُن من هان يهون من الهوان والعربُ لا تأمرُ بذلك ولا معنى هذا فصيح لو قلته ومعنى عزَّ ليس من العِزَّة التي هي مَنَعَةٌ وقُدْرة وإنما هي من قولك عزَّ الشيءَ إذا اشتدَّ ومعنى الكلام إذا صعب أخوك واشتدَّ فَذِلّ له من الذل ولا معنى للذل هاهنا.
كما تقول: إذا صعُب أخوك فهِن له.
قال أبو إسحاق: فما قرىء عليه كتابُ الفصيح بعد ذلك عِلْمِي ثم سئم بعدُ فأنكر كتابه الفصيح.