والذي ألجأني إلى مسألتكم أن الغيث كان قد قَوِي عنا، ثم تَكَرفأ السحاب، وشَصَا الرباب، والهم سِيقُه، وارْتَجَسَ رَيِّقه، وقلنا: هذا عام باكر الوَسْمي، محمود السُّمِي، ثم هبت الشَّمال، فاحْزَأَلَّتْ طخاريره، وتقزع كِرْفئه متياسرا، ثم تتيع لمعان البرق حيث تشيمه الأبصار، وتحده النظار، ومَرَت الجَنُوب ماءَه، فقوض الحيُّ مُزْلَئِمِّين نحوه فسرحنا المَال فيه، فكان وَخْماً وَخِيماً.
فأسَافَ المَالَ، وأضاف الحال، فبقينا لا تُيَسِّر لنا حَلُوبة، ولا تَنْسُل لنا قتوبة، وفي ذلك يقول شاعرنا:[// من الطويل //]
(ومَنْ يَرْعَ بقلا من سويقة يغتبط ... قراحا ويسمع قول كل صديق)