سنه المائة، فاختلَّ حِفْظُه، ولم يختل عقله، فأخبرنا عبد القدوس بن أحمد، أنبأنا أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري، أنبأنا الرياشي قال: رأيت أبا زيد ومعي كتابُه في الشجر والكلأ، فقلت له: أقرأ عليك هذا فقال: لا تقرأه عليَّ، فإني أنسيته.
[ذكر طرح الشيخ المسألة على أصحابه ليفيدهم]
قال ابن خالويه في شرح الدريدية: خرج الأصمعي على أصحابه فقال لهم: ما معنى قول الخنساء: [// من الوافر //]
(يذكرني طلوعُ الشمس صخرا ... وأَندُبُه لكل غروب شمس)
لم خَصَّت هذين الوقتين فلم يعرفوا، فقال: أرادت بطلوع الشمس للغارة وبمغيبها للقِرى.
فقام أصحابه فقبَّلوا رجله.
وقال القالي في أماليه.
حدثنا أبو بكر عن أبي حاتم عن الأصمعي قال: قال يوما خَلَفٌ لأصحابه: ما تقولون في بيت النابغة الجعدي: [// من المتقارب //]
(كأن مَقَطَّ شراسِيفِه ... إلى طَرَفِ القُنْبِ فَالمَنْقَبِ)
لو كان موضع ((فالمنْقَبِ)) ((فالقَهْبَلِس)) كيف كان يكون قوله: [// من المتقارب //]
(لطمن بترس شديد الصفاق ... من خَشَب الجَوْزِ لم يُثْقَبِ)