للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الراحلة، كما فعلت الشعراء بالقصيد، فكان في الرجاز كامرىء القيس في الشعراء.

وقال غيره: أولُ من طول شعر الرجز الأغلب العِجْلي، وهو قديم، وزعم الجُمَحِيّ وغيره أنه أول من رجز.

وقال ابن رشيق في العمدة: ولا أظن ذلك صحيحا لأنه إنما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نجد الرَّجز أقدم من ذلك.

وكان أبو عبيدة يقول: افتتح الشعر بامرىء القيس وختم بابن هَرْمة.

وقالت طائفة: الشعراء ثلاثة: جاهلي، وإسلامي، ومولد، فالجاهلي امرؤ القيس، والإسلامي ذو الرُّمة، والمولد ابن المعتز.

وهذا قول من يُفَضِّل البديع وخاصة التشبيه على جميع فنون الشعر.

وطائفة أخرى تقول: بل الثلاثة: الأعشى، والأخطل، وأبو نواس.

وهذا مذهب أصحاب الخمر وما ناسبها، ومَنْ يقول بالتصرف وقلة التكلف.

وقال قوم: بل ثلاثة: مهلهل، وابن أبي ربيعة، وعباس بن الأحنف.

وهذا قول من يؤثر الأنفة، وسهولة الكلام والقدرة على الصنعة والتجويد في فن واحد، وليس في المولدين أشهر اسما من الحَسَن، ثم حبيب، والبحتري، ويقال: إنهما أخملا في زمانها خمسمائة شاعر كلهم مجيد، ثم تبعها في الاشتهار ابن الرومي، وابن المعتز، وطار اسم ابن المعتز حتى صار كالحسن في المولدين وامرىء القيس في القدماء، ثم جاء المتنبي فملأ الدنيا.

هذا كله كلام ابن رشيق.

[الشعراء المقلون]

ثم قال: باب المقلين من الشعراء ولما كان المشاهير من العشراء كما قدمت أكثر من أن يحصوْا ذكرت من المقلين من وسع ذكره في هذا الموضع: فمنهم: طرفة بن العبد، وعَبيد بن الأبرص، وعَلْقمة الفحل، وعدي بن زيد وطرفةُ فضل الناس بواحدة عند العلماء وهي المعلقة:

(لخولة أطلال ببرقة ثهمد) // الطويل //

<<  <  ج: ص:  >  >>