للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقع ذلك من المُتَخاطبين من وجهين: أحدهما الإعرابُ والأخر التَّصْريف.

فأما الإعراب فَبِه تميَّزُ المعاني ويُوقَف على أغراض المتكلمين وذلك أنَّ قائلا لو قال: ما أَحْسن زيد غيرَ معربلم يُوقف على مراده فإذا قال: ما أحسَنَ زيداأو ما أحسن زيد أو ما أحسن زيدأبان بالإعرابِ عن المعنى الذي أرادَه.

وللعرب في ذلك ما ليس لغيرهمفهم يفرقون بالحركات وغيرها بين المعانييقولون: مِفْتَح للآلةِ التي يُفْتح بها ومَفْتح لموضع الفتحِ ومِقَص لآلة القص ومَقصّ للموضع الذي يكون فيه القص ومِحْلب للقدَح يُحْلَب فيه ومَحْلَب للمكان يُحْتَلب فيه ذَواتُ اللبن.

ويقولون: امرأة طاهر من الحيضلأن الرجل لا يَشْرَكها في الحيض وطاهرةٌ من العيوبلأن الرجلَ يشْرَكُها في هذه الطهارة.

وكذلك قاعدٌ من الحَبَل وقاعِدةٌ من القعود.

ويقولون: هذا غلاما أحسن منه رجل يريدون الحالَ في شخص واحد.

ويقولون: هذا غلامٌ أحسنُ منه رجلٌ فهما إذن شخصان.

ويقولون: كم رجلا رأيتفي الاسْتخبار.

وكم رجلٍ رأيت في الخبر يراد به التكثير.

وهُنَّ حَوَاجُّ بيتِ الله إذا كنَّ قد حَجَجْنَ.

وحَوَاجّ بيتَ الله إذا أردنَ الحج.

ويقولون: جاء الشتاء والحطبَ إذا لم يرد أنَّ الحطَب جاء إنما أريدَ الحاجةُ إليه.

فإن أريد مجيئُهما قال: والحطبُ.

وأما التصريف فإن مَنْ فاته عِلْمُه فاتَه المعظملأنا نقول: وَجَد وهي كلمة مُبْهمة فإذا صرفت أفصحتفقلت في المال: وجداوفي الضالة: وجداناوفي الغضب: مَوْجِدَةً وفي الحُزْن: وَجْداً.

ويقال: القاسِط للجائر والمقسط للعادلفتحول المعنى بالتصريف من الجَوْر إلى العَدْل.

ويقولون للطريقة في الرَّمْل: خِبَّة.

وللأرض (بين المخْصبَة والمجْدبة) خُبَّة.

(ونقول في الأرض السهلة الخوارة: خارت تخور خورا وخؤوراوفي الإنسان إذا ضعف: خار خوراوفي الثور: خارَ خُوَاراً) .

وللمرأة الضخمة: ضِنَاك وللزُّكْمَة: ضُنَاك ويقولون للإبل التي ذهبتْ ألبانها: شَوْل وهي جمع شائلة وللتي شالَتْ أَذْنَابُها لِلَّقْح: شولوهي جمع شائل ولبَقيَّةِ الماء في الحوض: شَوْل.

ويقولون للعاشق: عَمِيد وللبعير المتأكل السَّنَام: عمِد إلى غير ذلك من الكلام الذي لا يحصى.

<<  <  ج: ص:  >  >>