فصل ولا بأس بالسكوت إذا رأى من الحاضرين ما لا يليق بالأدب.
قال ثعلب في أماليه:
كنا عند أحمد بن سعيد بن سلم وعنده جماعة من أهلِ البصرة منهم أبو العالية والسدري وأبو معاوية وعافية فجرت بيننا وبينهم أبيات الشماخ فخُضْنَا فيها إلى أن ذكرنا قول ابن الأعرابي:[من // البسيط //]
قال ثعلب: فقلنا: ابن الأعرابي يقول: قرِعَت فضحكوا من ذلك، فنحن كذلك إذ دخل ابن الأعرابي، فسألته عن الأبيات وألححت عليه في السؤال فانقبض من إلحاحي فقلت له: مالك قد انقبضت قال: لأنك قد ألححت، قال: كنت مع هؤلاء القوم في هذه الأبيات فلما جئتَ سألتك، قال: كان ينبغي أن تتركهم حتى يسألوا هم، ثم تكلم إلى العصر ما مِنْ إنسان يرُدُّ عليه حرفا، ثم انصرف، فأتيته يوم الثُّلاثاء، فإذا أبو المكارم في صدر مجلسه، فقال: سله عن الأبيات فسألته فأنشدني قرِعَتْ: فقلت: ما قرعت قال: إنه يشتد عليها الحَفْل إذا أبطأوا بحلبها حتى يجيءَ الِوطاب فَتُقْرَع لها العُلَب فتسكن لذلك والعُلَب من جلود الإبل، وهي أطباق النِّيء.