للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأبو الأسود أولُ من نقط المصحف، واختلف الناس إلى أبي الأسود يتعلمون منه العربية.

وفرَّع لهم ما كان أصله، فأخذ ذلك عنه جماعة.

قال أبو حاتم: تعلَّم منه ابنه عطاء بن أبي الأسود، ثم يحيى بن يَعْمَرَ العدواني، كان حليف بني ليث، وكان فصيحا عالما بالغريب ثم ميمون الأقرن، ثم عَنْبسة بن معدان المهري، وهو الذي يقال له عَنْبسة الفيل قال وأما فيما روينا عن الخليل، فإنه ذكر أن أبرعَ أصحابِ أبي الأسود عَنْبَسَة الفيل، وأن ميمونا الأقرن أخذ عنه بعد أبي الأسود، فَرَأَس الناس بعد عنْبَسَة وزاد في الشرح.

ثم توفي وليس في أصحابه أحدٌ مثل عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، وكان يقال: عبد الله أعلم أهل البصرة وأنقلهم، ففرَّع النحو وقاسه، وتكلم في الهمز، حتى عمل فيه كتاب مما أملاه، وكان رئيسَ الناس وواحدهم.

وقال أبو حاتم: قال داود بن الزبرقان عن قتادة قال: أول من وضع النحو بعد أبي الأسود يحيى ابن يعمَر، وقد أخذ عنه عبد الله بن أبي إسحاق.

وكان في عصر عبد الله بن أبي إسحاق أبو عمرو بن العلاء المازني، وله أخ يقال له أبو سفيان، وكان أخذ عمن أخذ عنه عبد الله، قال: قال الخليل: فكان عبد الله يُقَدَّم على أبي عمرو في النحو وأبو عمرو يُقَدَّم عليه في اللغة، وكان أبو عمرو سيّدَ الناس وأعلمَهم بالعربية والشعر ومذاهب العرب.

وأخبرونا عن أبي حاتم عن الأصمعي قال: قال أبو عمرو: كنت رأسا والحسن حي.

قال أبو الطيب: ولم يؤخذ على أبي عمرو خطأ في شيء من اللغة إلا في حرف قصر عن معرفته عِلم من خَطّأه فيه، وروايته: أخبرنا جعفر بن محمد أخبرنا علي بن حاتم وغيره عن الأصمعي عن يونس قال: قيل لأبي عمرو بن العلاء ما الثفر قال: الاست، فقيل له: إنه القُبُل، فقال: ما أقرب ما بينهما فذهب قوم من أهل اللغة إلى أن هذا غلط من أبي عمرو، وليس كما ظنوا فقد نص أبو عمرو الشيباني وغيره على أن الثُّفر الدبر، والثفر من الأنثى: القبل.

قال الخليل: وأخذ العلم عن أبي عمرو جماعة منهم عيسى بن عمر الثقفي، وكان أفْصحَ الناس، وكان صاحب تَقْعِير واستعمال للغريب في كلامه

<<  <  ج: ص:  >  >>